سورة الأنفال قوله تعالى (( يَسئَلونَكَ عَنِ الأَنفالِ قُلِ الأَنفالُ للهِ وَالرَسولِ )) أخبرنا أبو سعد النضروي قال : أخبرنا أبو بكر القطيعي قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدثني أبي قال : حدثنا أبو معاوية قال : حدثنا أبو إسحاق الشيباني عن محمد بن عبد الله الثقفي عن سعد بن أبي وقاص قال : لما كان يوم بدر قتل أخي عمير وقتل سعيد بن العاص وأخذت سيفه وكان يسمى ذا الكثيفة فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم قال : اذهب فاطرحه في القبض قال : فرجعت وبي مالا يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سلبي فما جاوزت إلا قريباً حتى نزلت سورة الأنفال فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : اذهب فخذ سيفك . وقال عكرمة عن ابن عباس : لما كان يوم بدر وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من فعل كذا وكذا فله كذا وكذا فذهب شباب الرجال وجلس الشيوخ تحت الرايات فلما كانت الغنيمة جاء الشباب يطلبون نفلهم فقال الشيوخ : لا تستأثروا علينا فإنا كنا تحت الرايات ولو انهزمتم كنا لكم ردءاً فأنزل الله تعالى (( يَسأَلونَكَ عَنِ الأَنفالِ )) فقسمها بينهما بالسواء . أخبرنا أبو بكر الحارث قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال : حدثنا أبو يحيى قال : حدثنا سهل بن عثمان قال : حدثنا يحيى بن زائدة عن ابن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن الحرث عن سليمان بن موسى الأشدق عن ابن مكحول عن أبي سلام الباهلي عن أبي أمامة الباهلي عن عبادة بن الصامت قال : لما هزم العدو يوم بدر واتبعتهم طائفة يقتلونهم وأحدقت طائفة برسول الله عليه الصلاة والسلام واستولت طائفة على العسكر والنهب فلما نفى الله العدو ورجع الذين طلبوهم وقالوا : لنا النفل بحسن طلبنا العدو وبنا نفاهم وهزمهم وقال الذين أحدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم : والله ما أنتم بأحق به منا نحن أحدقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينال العدو منه غرة فهو لنا وقال الذين استولوا على العسكر والنهب : والله ما أنتم بأحق به منا نحن أخذناه واستولينا عليه فهو لنا فأنزل الله تعالى (( يَسأَلونَكَ عَنِ الأَنفالِ )) فقسمه رسول الله عليه الصلاة والسلام بالسوية . قوله تعالى (( وَما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمى )) أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد العطار قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد البياع قال : أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني قال : حدثني جدي قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال : حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال : أقبل أبي بن خلف يوم أحد إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريده فاعترض له رجال من المؤمنين فأمرهم رسول الله عليه الصلاة والسلام فخلوا سبيله فاسقبله مصعب بن عمير أحد بني عبد الدار ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترقوة أبي من فرجة بين سابغة البيضة والدرع فطعنه بحربته فسقط أبي عن فرسه ولم يخرج من طعنته دم وكسر ضلعاً من أضلاعه فأتاه أصحابه وهو يخور خوار الثور فقالوا له : ما أعجزك إنما هو خدش فقال : والذي نفسي بيده لو كان هذا الذي بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعين فمات أبي إلى النار فسحقاً لأصحاب السعير قبل أن يقدم مكة فأنزل الله تعالى ذلك (( وَما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمى )) . وروى صفوان بن عمرو عن عبد العزيز بن جبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر دعا بقوس فأتى بقوس طويلة فقال : جيئوني بقوس غيرها فجاءوه بقوس كبداء فرمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحصن فأقبل السهم يهوي حتى قتل كنانة بن أبي الحقيق وهو على فراشه فأنزل الله تعالى (( وَما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلَكِنّ اللهَ رَمى )) . وأكثر أهل التفسير أن الآية نزلت في رمي النبي عليه الصلاة والسلام القبضة من حصباء الوادي يوم بدر حين قال للمشركين : شاهت الوجوه ورماهم بتلك القبضة فلم يبق عين مشرك إلا دخلها منه شيء . قال حكيم بن حزام : لما كان يوم بدر سمعنا صوتاً وقع من السماء إلى الأرض كأنه صوت حصاة وقعت في طست ورمى رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الحصاة فانهزمنا فذلك قوله تعالى (( وَما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمى )) . قوله تعالى (( إِن تَستَفتِحوا فَقَد جاءَكُمُ الفَتحُ )) أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل التاجر قال : أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ قال : حدثنا محمد بن يحيى : حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال : حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال: حدثني عبد الله بن ثعلبة بن صغير قال : كان المستفتح أبا جهل وإنه قال حين التقى بالقوم : اللهم أينا كان أقطع للرحم وأتانا بما لم نعرف فافتح له الغداة وكان ذلك استفتاحه فأنزل الله تعالى (( إِن تَستَفتِحوا فَقَد جاءَكُم )) إلى قوله (( وَإِنَّ اللهَ مَعَ المُؤمِنينَ )) رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن القطيعي عن ابن حنبل عن أبيه عن يعقوب . قال السدي والكلبي : كان المشركون حين خرجوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من مكة أخذوا بأستار الكعبة وقالوا : اللهم انصر أعلى الجندين وأهدى الفئتين وأكرم الحزبين وأفضل الدينين فأنزل الله تعالى هذه الآية . وقال عكرمة : قال المشركون : اللهم لا نعرف ما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام فافتح بيننا وبينه بالحق فأنزل الله تعالى (( إِن تَستَفتِحوا )) . قوله تعالى (( يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لّا تَخونوا اللهَ وَالرَسولَ)) نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر الأنصاري وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاصر يهود قريظة - إحدى وعشرين ليلة فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلح على ما صالح عليه إخوانهم من بني النضير على أن يسيروا إلى إخوانهم بأذرعات وأريحا من أرض الشام فأبى أن يعطيهم ذلك إلى أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ فأبوا وقالوا : أرسل إلينا أبا لبابة وكان مناصحاً لهم لأن عياله وماله وولده كانت عندهم فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم فقالوا : يا أبا لبابة ما ترى أننزل على حكم سعد بن معاذ فأشار أبو لبابة بيده إلى حلقه أنه الذبح فلا تفعلوا قال أبو لبابة : والله ما زالت قدماي حتى علمت أني قد خنت الله ورسوله فنزلت فيه هذه الآية فلما نزلت شد نفسه على سارية من سواري المسجد وقال : والله لا أذوق طعاماً ولا شراباً حتى أموت أو يتوب الله علي فمكث سبعة أيام لا يذوق فيها طعاماً حتى خر مغشياً عليه ثم تاب الله عليه فقيل له : يا أبا لبابة قد تيب عليك لا والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يحلني فجاءه فحله بيده ثم قال أبو لبابة : إن من تمام توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب وأن أنخلع من مالي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يجزيك الثلث أن تتصدق به . قوله تعالى (( وَإِذ قالُوا اَللَّهُمَّ إِن كانَ هَذا هُوَ الحَقَّ )) قال أهل التفسير : نزلت في النضر بن الحارث وهو الذي قال : إن كان ما يقوله محمد حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء . أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال : حدثنا محمد بن يعقوب الشيباني قال : حدثنا أحمد بن النضر بن عبد الوهاب قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ قال : حدثنا أبي قال : حدثنا شعبة عن عبد الحميد صاحب الزيادي سمع أنس بن مالك يقول : قال أبو جهل : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فنزل (( وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأَنتَ فيهِم )) . ورواه البخاري . قوله تعالى (( وَما كانَ صَلاتُهُم عِندَ البَيتِ )) أخبرنا أبو إسماعيل بن أبي عمرو النيسابوري قال : أخبرنا حمزة بن شبيب المعمري قال : أخبرنا عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه قال : حدثنا أبو المنبيء معاذ بن المنبيء قال : حدثنا عمرو قال : وحدثنا أبي قال : حدثنا قرة عن عطية عن ابن عمرو قال : كانوا يطوفون بالبيت ويصفقون ووصف الصفق بيده ويصفقون ووصف صفيرهم ويضعون خدودهم بالأرض فنزلت هذه الآية . قوله تعالى (( إِنَّ الَّذينَ كَفَروا يُنفِقونَ أَموالَهُم لِيَصُدّوا عَن سَبيلِ اللهِ)) قال مقاتل والكلبي : نزلت في المطعمين يوم بدر وكانوا اثني عشر رجلاً أبو جهل بن هشام وعتبة وشيبة ابنا ربيعة ونبيه ومنبه ابنا حجاج وأبو البحتري بن هشام والنضر بن الحارث وحكيم بن حزام وأبي بن خلف وزمعة بن الأسود والحرث بن عامر بن نوفل والعباس بن عبد المطلب وكلهم من قريش وكان يطعم كل واحد منهم كل يوم عشرة جزور . وقال سعيد بن جبير وابن بزى : نزلت في أبي سفيان بن حرب استأجر يوم أحد ألفين من الأحابيش يقاتل بهم النبي صلى الله عليه وسلم سوى من استجاب له من العرب وفيهم يقول كعب بن مالك : فَجِئنا إِلى مَـوجٍ مِـنَ الـبَحرِ وَسطَهُ أَحابـيشُ مِـنـهُم حـاسِرٌ وَمُقَنَعُ وقال الحكم بن عتبة : أنفق أبو سفيان على المشركين يوم أحد أربعين أوقية فنزلت فيه الآية . وقال محمد بن إسحاق عن رجاله : لما أصيب قريش يوم بدر فرجع فلهم إلى مكة ورجع أبو سفيان بعيره مشى عبد الله بن أبي ربيعة وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية في رجال من قريش أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم ببدر فكلموا أبا سفيان بن حرب ومن كانت له في تلك العير تجارة فقالوا : يا معشر قريش إن محمداً قد وتركم وقتل خياركم فأعينونا بهذا المال الذي أفلت على حربه لعلنا ندرك منه ثأراً بمن أصيب منا ففعلوا فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية . قوله تعالى (( يا أَيُّها النَبِيُّ حَسبُكَ اللهُ وَمَن اِتَبَعكَ مِنَ المُؤمِنينَ )) أخبرنا أبو بكر بن الحرث قال : أخبرنا أبو الشيخ الحافظ قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق قال: حدثنا صفوان بن المغلس قال : حدثنا إسحاق بن بشر قال : حدثنا خلف بن خليفة عن ابن هشام الزماني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة وثلاثون رجلاً ثم إن عمر أسلم فصاروا أربعين فنزل جبريل عليه السلام بقوله تعالى (( يا أَيُّها النَبِيُّ حَسبُكَ اللهُ وَمَن اِتَبَعَكَ مِنَ المُؤمِنينَ )) . قوله تعالى (( ما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكونَ لَهُ أَسرى حَتّى يُثخِنَ في الأَرضِ )) قال مجاهد : كان عمر بن الخطاب يرى الرأي فيوافق رأيه ما يجيء من السماء وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم استشار في أسارى بدر فقال : المسلمون بنو عمك أفدهم قال عمر : لا يا رسول الله اقتلهم قال : فنزلت هذه الآية (( ما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكونَ لَهُ أَسرى )) . وقال ابن عمر : استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأسارى أبا بكر فقال : قومك وعشيرتك خل سبيلهم واستشار عمر فقال : اقتلهم ففاداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى (( ما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكونَ لَهُ أَسرى حَتّى يُثخِنَ في الأَرضِ )) إلى قوله تعالى (( فَكُلوا مِمّا غَنِمتُم حَلالاً طَيِّباً )) قال : فلقي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : كاد أن يصيبنا في خلافك بلاء . أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحيري قال : أخبرنا حاجب بن أحمد قال : حدثنا محمد بن حماد قال : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله قال : لما كان يوم بدر وجيء بالأسرى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما تقولون في هؤلاء الأسرى فقال أبو بكر : يا رسول الله قومك وأصلك استبقهم واستأن بهم لعل الله عز وجل يتوب عليهم وقال عمر كذبوك وأخرجوك فقدمهم فاضرب أعناقهم وقال عبد الله بن رواحة : انظر وادياً كثير الحطب فأدخلهم فيه ثم اضرم عليهم ناراً فقال العباس : قطعت رحمك فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يجبهم ثم دخل فقال ناس : يأخذ بقول أبي بكر وقال ناس : يأخذ بقول عمر وقال ناس : يأخذ بقول عبد الله ثم خرج عليهم فقال : إن الله عز وجل ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن وإن الله عز وجل ليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة وأن مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم قال (( مَن تَبِعَني فَإِنَّهُ مِني وَمَن عَصاني فَإِنَّكَ غَفورٌ رَحيمٌ )) وإن مثلك يا أبا بكر كمثل عيسى قال (( إِن تُعَذِّبهُم فَإِنَّهُم عِبادُكُ وَإِن تَغفِر لَهُم فَإِنَّكَ أَنتَ العَزيزُ الحَكيمُ )) وإن مثلك يا عمر كمثل موسى قال (( رَبَّنا اِطمِس عَلى أَموالِهِم وَاِشدُد عَلى قُلُوبِهِم )) ومثلك يا عمر كمثل نوح قال (( رَّبِّ لا تَذَر عَلى الأَرضِ مِنَ الكافِرينَ دَيّاراً )) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنتم اليوم عالة أنتم اليوم عالة فلا ينقلبن منهم أحد إلا بفداء أو ضرب عنق قال : فأنزل الله عز وجل (( ما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكونَ لَهُ أَسرى حَتّى يُثخِنَ في الأَرضِ )) إلى آخر الآيات الثلاث . أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان العدل قال : أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدثني أبي قال : حدثنا أبو نوح قراد قال : حدثنا عكرمة بن عمار قال : حدثنا سماك الحنفي أبو زميل قال : حدثني ابن عباس قال : حدثني عمر بن الخطاب قال : لما كان يوم بدر والتقوا فهزم الله المشركين وقتل منهم سبعون رجلاً وأسر سبعون رجلاً استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر وعلياً فقال أبو بكر : يا رسول الله هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان وإني أرى أن تأخذ منهم الفدية فيكون ما أخذنا منهم قوة لنا على الكفار وعسى أن يهديهم الله فيكونوا لنا عضداً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما ترى يا ابن الخطاب قال : قلت والله ما أرى ما رأى أبو بكر ولكن أن تمكنني من فلان قريب لعمر فأضرب عنقه وتمكن علياً من عقيل فيضرب عنقه وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه حتى يعلم الله عز وجل أنه ليس في قلوبنا موادة للمشركين هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت فأخذ منهم الفداء فلما كان من الغد قال عمر : غدوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو قاعد وأبو بكر الصديق وإذا هما يبكيان فقلت : يا رسول الله أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أبكي للذي عرض على أصحابك من الفداء لقد عرض علي عذابكم أدنى من هذه الشجرة لشجرة قريبة وأنزل الله عز وجل (( ما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكونَ لَهُ أَسرى حَتّى يُثخِنَ في الأَرضِ )) إلى قوله (( لَّولا كِتابٌ مِّنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَكُم فيما أَخَذتُم )) - من الفداء – (( عَذابٌ عَظيمٌ )) . رواه مسلم في الصحيح عن هناد بن السري عن ابن المبارك عن عكرمة بن عمارة . قوله تعالى (( يا أَيُّها النَبِيُّ قُل لِّمَن في أَيدِيَكُم مِّنَ الأَسرى )) قال الكلبي : نزلت في العباس بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحرث وكان العباس أسر يوم بدر ومعه عشرون أوقية من الذهب كان خرج بها معه إلى بدر ليطعم بها الناس وكان أحد العشرة الذين ضمنوا إطعام أهل بدر ولم يكن بلغته النوبة حتى أسر فأخذت معه وأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم منه قال : فكلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل لي العشرين الأوقية الذهب التي أخذها مني من فدائي فأبى علي وقال : إما شيء خرجت تستعين به علينا فلا وكفلني فداء ابن أخي عقيل بن أبي طالب عشرين أوقية من فضة فقلت له : تركتني والله أسال قريشاً بكفي والناس ما بقيت قال: فأين الذهب الذي دفعته إلى أم الفضل مخرجك إلى بدر وقلت لها : إن حدث بي حدث في وجهي هذا فهو لك ولعبد الله والفضل وقثم قال : قلت وما يدريك قال: أخبرني الله بذلك قال: أشهد أنك لصادق وإني قد دفعت إليها ذهباً ولم يطلع عليها أحد إلا الله فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله قال العباس : فأعطاني الله خيراً مما أخذ مني كما قال : عشرين عبداً كلهم يضرب بمال كبير مكان العشرين أوقية وأنا أرجو المغفرة من ربي . |
|
سورة يونس قوله تعالى (( أَكانَ لِلناسِ عَجَباً أَن أَوحَينا إِلى رَجُلٍ مِّنهُم أَن أَنذِرِ الناسَ )) قال ابن عباس : لما بعث الله تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم رسولاً أنكرت الكفار وقالوا : الله أعظم من أن يكون رسوله بشراً مثل محمد فأنزل الله تعالى هذه الآية . قوله تعالى (( وَإِذا تُتلى عَلَيهُم آَياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذينَ لا يَرجونَ لِقاءَنا )) قال مجاهد : نزلت في مشركي مكة . قال مقاتل : وهم خمسة نفر عبد الله بن أبي أمية المخزومي والوليد بن المغيرة ومكرز بن حفص وعمرو بن عبد الله بن أبي قيس العامري والعاص بن عامر قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : ائت بقرآن ليس فيه ترك عبادة اللات والعزى . وقال الكلبي : نزلت في المستهزئين قالوا : يا محمد ائت بقرآن غير هذا فيه ما نسألك |
سورة هود قوله تعالى (( أَلا إِنَّهُم يَثنونَ صُدورَهُم )) نزلت في الأخنس بن شريق وكان رجلاً حلو الكلام حلو المنظر يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يحب ويطوي بقلبه ما يكره . وقال الكلبي : كان يجالس النبي صلى الله عليه وسلم يظهر له أمراً يسره ويضمر في قلبه خلاف ما يظهر فأنزل الله تعالى (( أَلا إِنَّهُم يَثنونَ صُدورَهُم )) يقول يكنون ما في صدورهم من العداوة لمحمد صلى الله عليه وسلم. قوله تعالى (( وَأَقِمِ الصَلاةَ طَرَفَيِ النَهارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيلِ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَيِّئاتِ )) . أخبرنا الأستاذ أبو منصور البغدادي قال : أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال : حدثنا إبراهيم بن علي قال : حدثنا يحيى بن يحيى قال : حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن عبد الله قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن عالجت امرأة في أقصى المدينة وإني أصبت منها ما دون أن آتيها وأنا هذا فاقض في ما شئت قال : فقال عمر : لقد سترك الله لو سترت نفسك فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق الرجل فأتبعه رجلاً ودعاه فتلا عليه هذه الآية فقال رجل : يا رسول الله هذا له خاصة قال : لا بل للناس كافة رواه مسلم عن يحيى ورواه البخاري . وأخبرنا عمر بن أبي عمر أخبرنا محمد بن مكي أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل حدثنا بشر بن يزيد بن زريع قال : حدثنا سليمان التميمي عن أبي عثمان النهدي عن ابن مسعود أن رجلاً أصاب من امرأة قبلة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فأنزل الله تعالى هذه الآية (( أَقِمِ الصَلاةَ طَرَفَيِ النَهارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيلِ )) إلى آخر الآية فقال الرجل : ألي هذه قال : لمن عمل بها من أمتي . أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل قال : حدثنا محمد بن يعقوب الأموي قال : حدثنا العباس الدوري حدثنا أحمد بن حنبل المروزي قال : حدثنا ابن المبارك قال : حدثنا سويد قال : أخبرنا عثمان بن مؤمن عن موسى بن طلحة عن أبي اليسر بن عمرو قال : أتتني امرأة وزوجها بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في بعث فقالت بعني بدرهم تمراً قال : فأعجبتني فقلت : إن في البيت تمراً هو أطيب من هذا فالحقيني فغمزتها وقبلتها فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقصصت عليه الأمر فقال : خنت رجلاً غازياً في سبيل الله في أهله بهذا وأطرق عني فظننت أني من أهل النار وأن الله لا يغفر لي أبداً وأنزل الله تعالى (( أَقِمِ الصَلاةَ طَرَفَيِ النَهارِ )) فأرسل إلي النبي صلى الله عليه وسلم فتلاها علي . أخبرنا نصر بن بكر بن أحمد الواعظ قال : أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد السجزي قال : أخبرنا محمد بن أيوب الرازي قال : أخبرنا علي بن عثمان وموسى بن إسماعيل وعبيد الله بن العاصم واللفظ لعلي قالوا : أخبرنا حماد بن سلمة قال : حدثنا علي بن يزيد عن يوسف بن ماهان عن ابن عباس أن رجلاً أتى عمر فقال : إن امرأة جاءتني تبايعني فأدخلتها الدولج فأصبت منها كل شيء إلا الجماع فقال : ويحك لعلها مغيب في سبيل الله قلت : أجل قال : ائت أبا بكر فقال ما قال لعمر ورد عليه مثل ذلك وقال : ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسله فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مثل ما قال لأبي بكر وعمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعلها مغيب في سبيل الله فقال : نعم فسكت عنه ونزل القرآن (( أَقِمِ الصَلاةَ طَرَفَيَ النَهارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيلِ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَيِّئاتِ )) فقال الرجل : ألي خاصة يا رسول الله أم للناس عامة فضرب عمر صدره وقال : لا ولا نعمة عين ولكن للناس عامة فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : صدق عمر . أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد الطوسي قال : حدثنا علي بن عمر الحافظ قال : حدثنا الحبر بن إسماعيل المحاملي قال : حدثنا يوسف بن موسى قال : حدثنا جرير عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل أنه كان قاعداً عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فقال : يا رسول الله ما تقول في رجل أصاب من امرأة لا تحل له فلم يدع شيئاً يصيبه الرجل من امرأته إلا قد أصابه منها إلا أنه لم يجامعها فقال : توضأ وضوءاً حسناً ثم قم فصل قال : فأنزل الله تعالى هذه الآية (( أَقِمِ الصَلاةَ طَرَفَيِ النَهارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيلِ )) إلى آخرها فقال معاذ بن جبل: أهي له أم للمسلمين عامة فقال : بل هي للمسلمين عامة . أخبرنا الأستاذ أبو طاهر الروزباري قال : أخبرنا حاجب بن أحمد قال : أخبرنا عبد الرحيم بن منيب قال : حدثنا الفضل بن موسم الشيباني قال : حدثنا سفيان الثوري عن سماك بن حرب عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن سويد عن ابن مسعود أنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني أصبت من امرأة غير أني لم آتها فأنزل الله تعالى (( أَقِمِ الصَلاةَ طَرَفَيِ النَهارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيلِ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَيِّئاتِ )) . قوله تعالى (( وَكَأَيِّن مِّن دابَّةٍ لا تَحمِلُ رِزقَها )) أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد التميمي قال : أخبرنا أبو محمد بن حيان قال : أخبرنا أحمد بن جعفر الجمال قال : أخبرنا عبد الواحد بن محمد البجلي قال : أخبرنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا الحجاج بن منهال عن الزهري عن عبد الرحيم بن عطاء عن عطاء عن ابن عمر قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل بعض حيطان الأنصار فجعل يلقط من التمر ويأكل فقال: يا ابن عمر ما لك لا تأكل فقلت: لا أشتهيه يا رسول الله فقال : لكني أشتهيه وهذه صبيحة رابعة ما ذقت طعاماً ولو شئت لدعوت ربي فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت في قوم يخبئون رزق سنتهم ويضعف اليقين قال : فوالله ما برحنا حتى نزلت (( وَكَأَيِّن مِّن دابَّةٍ لّا تَحمِلُ رِزقَها اللهُ يَرزُقُها وَإِيّاكُم وَهُوَ السَميعُ العَليمُ )) |
سورة يوسف قوله تعالى (( نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ )) أخبرنا عبد القاهر بن طاهر قال : أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال : أخبرنا جعفر بن محمد بن الحسن القاص قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال : حدثنا عمرو بن محمد القرشي قال : حدثنا خلاد بن مسلم الصفار عن عمرو بن قيس الملائي عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص في قوله عز وجل (( نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ )) قال : أنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاه عليهم زماناً فقالوا : يا رسول الله لو قصصت فأنزل الله تعالى (( الَرَ تِلكَ آَياتُ الكِتابِ المُبينِ )) إلى قوله (( نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ )) فتلاه عليهم زماناً فقالوا : يا رسول الله لو حدثتنا فأنزل الله تعالى (( اللهُ نَزَّلَ أَحسَنَ الحَديثِ كِتاباً مُّتَشابِهاً )) قال : كل ذلك ليؤمنوا بالقرآنرواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن أبي بكر العنبري عن محمد بن عبد السلام عن إسحاق بن إبراهيم . وقال عون بن عبد الله : مل أصحاب رسول الله ملة فقالوا : يا رسول الله حدثنا فأنزل الله تعالى (( اللهُ نَزَّلَ أَحسَنَ الحَديثِ )) قال : ثم إنهم ملوا ملة أخرى فقالوا : يا رسول الله فوق الحديث ودون القرآن يعنون القصص فأنزل الله تعالى (( نَحنُ نَقُّصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ )) فأرادوا الحديث فدلهم على أحسن الحديث وأرادوا القصص فدلهم على أحسن القصص . |
سورة الرعد قوله تعالى (( وَيُرسِلُ الصَواعِقَ فَيُصيبُ بِها مَن يَشاءُ )) أخبرنا نصر بن أبي نصر الواعظ قال : أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن نصر قال : أخبرنا محمد بن أيوب الرازي قال : أخبرنا عبد الله بن عبد الوهاب قال : حدثنا علي بن أبي سارة الشيباني قال : حدثنا ثابت عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً مرة إلى رجل من فراعنة العرب فقال : اذهب فادعه لي فقال : يا رسول الله إنه أعتى من ذلك قال : اذهب فادعه لي قال : فذهب إليه فقال : يدعوك رسول الله قال وما الله أمن ذهب هو أو من فضة أو من نحاس قال : فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره وقال : وقد أخبرتك أنه أعتى من ذلك فقال لي كذا وكذا فقال : ارجع إليه الثانية فادعه فرجع إليه فعاد عليه مثل الكلام الأول فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال : ارجع إليه فرجع الثالثة فأعاد عليه ذلك الكلام فبينا هو يكلمني إذ بعثت إليه سحابة حيال رأسه فرعدت فوقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه فأنزل الله تعالى (( وَيُرسِلُ الصَواعِقَ فَيُصيبُ بِها مَن يَشاءُ وَهُم يُجادِلونَ في اللهِ وَهوَ شَديدُ المِحالِ )) . وقال ابن عباس في رواية أبي صالح وابن جريج وابن زيد : نزلت هذه الآية والتي قبلها في عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة وذلك أنهما أقبلا يريدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله هذا عامر بن طفيل قد أقبل نحوك فقال دعه فإن يرد الله به خيراً يهده فأقبل حتى قام عليه فقال : يا محمد ما لي إن أسلمت قال : لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم قال : تجعل لي الأمر بعدك قال لا ليس ذلك إلي إنما ذلك إلى الله يجعله حيث يشاء قال : فتجعلني على الوبر وأنت على المدر قال : لا قال : فماذا تجعل لي قال : أجعل لك أعنة الخيل تغزو عليها قال : أوليس ذلك إلي اليوم وكان أوصى أربد بن ربيعة إذا رأيتني أكلمه فدر من خلفه واضربه بالسيف فجعل يخاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويراجعه فدار أربد خلف النبي صلى الله عليه وسلم ليضربه فاخترط من سيفه شبراً ثم حبسه الله تعالى فلم يقدر على سله وجعل عامر يومئ إليه فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى أربد وما يصنع بسيفه فقال : اللهم اكفنيهما بما شئت فأرسل الله تعالى على أربد صاعقة في يوم صائف صاح فأحرقته وولى عامر هارباً وقال : يا محمد دعوت ربك فقتل أربد والله لأملأنها عليك خيلاً جرداً وفتياناً مرداً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يمنعك الله تعالى من ذلك وابنا قيلة يريد الأوس والخزرج فنزل عامر بيت امرأة سلولية فلما أصبح ضم عليه سلاحه فخرج وهو يقول : واللات لئن أصحر محمد إلي وصاحبه يعني ملك الموت لأنفذنهما برمحي فلما رأى الله تعالى ذلك منه أرسل ملكاً فلطمه بجناحيه فأذراه في التراب وخرجت على ركبته غدة في الوقت كغدة البعير فعاد إلى بيت السلولية وهو يقول : غدة كغدة البعير وموت في بيت السلولية ثم مات على ظهر فرسه وأنزل الله تعالى فيه هذه القصة (( سَواءٌ مِّنكُم من أَسَرَّ القَولَ وَمَن جَهَرَ بِهِ )) حتى بلغ (( وَما دُعاءُ الكافِرينَ إِلّا في ضَلالٍ )) . قوله تعالى (( وَهُم يَكفُرونَ بِالرَحمَنِ )) قال أهل التفسير : نزلت في صلح الحديبية حين أرادوا كتاب الصلح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اكتب بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم فقال سهيل بن عمرو والمشركون : ما نعرف الرحمن إلا صاحب اليمامة يعنون مسيلمة الكذاب اكتب باسمك اللهم وهكذا كانت الجاهلية يكتبون فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية . وقال ابن عباس في رواية الضحاك : نزلت في كفار قريش حين قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : اسجدوا للرحمن قالوا : وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال : قل لهم إن الرحمن الذي أنكرتم معرفته هو ربي لا إله إلا هو . قوله تعالى (( وَلَو أَنَّ قُرآَناً سُيِّرَت بِهِ الجِبالُ )) أخبرنا محمد بن عبد الرحمن النحوي قال : أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحيري قال : أخبرنا أبو يعلى قال : أخبرنا محمد بن إسماعيل بن ثملة الأنصاري حدثنا خلف بن تميم عن عبد الجبار بن عمر الأبلى عن عبد الله بن عطاء عن جدته أم عطاء مولاة الزبير قالت : سمعت الزبير بن العوام يقول : قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: تزعم أنك نبي يوحى إليك وأن سليمان سخر له الريح وأن موسى سخر له البحر وأن عيسى كان يحيي الموتى فادع الله تعالى أن يسير عنا هذه الجبال ويفجر لنا في الأرض أنهاراً فنتخذها محارث ومزارع ونأكل وإلا فادع أن يحيي لنا موتانا فنكلمهم ويكلمونا وإلا فادع الله أن يصير هذه الصخرة التي تحتك ذهباً فننحت منها وتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف فإنك تزعم أنك كهيئتهم فبينا نحن حوله إذ نزل عليه الوحي فلما سري عنه قال : والذي نفسي بيده لقد أعطاني ما سألتم ولو شئت لكان ولكنه خيرني بين أن تدخلوا في باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا عن باب الرحمة فاخترت باب الرحمة وأخبرني إن أعطاكم ذلك ثم كفرتم أنه معذبكم عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين فنزلت (( وَما مَنَعَنا أَن نُّرسِلَ بِالآَياتِ إِلّا أَن كَذَّبَ بِها الأَوَّلونَ )) ونزلت (( وَلَو أَنَّ قُرآَناً سُيِّرَت بِهِ الجِبالُ )). قوله تعالى (( وَلَقَد أَرسَلنا رُسُلاً مِن قَبلِكَ وَجَعَلنا لَهُم أَزواجاً )) قال الكلبي : عيرت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت : ما نرى لهذا الرجل مهمة إلا النساء والنكاح ولو كان نبياً كما زعم لشغله أمر النبوة عن النساء فأنزل الله تعالى هذه الآية . |
الساعة الآن 08:29 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas