قديم 07-04-2021, 12:04 PM   #13

عملائي
 
الصورة الرمزية القيصر العاشق

العضوٌﯦﮬﮧ » 12
 التسِجيلٌ » Apr 2021
مشَارَڪاتْي » 133
 نُقآطِيْ » القيصر العاشق is on a distinguished road
افتراضي



سورة الأنفال


قوله تعالى (( يَسئَلونَكَ عَنِ الأَنفالِ قُلِ الأَنفالُ للهِ وَالرَسولِ )) أخبرنا أبو سعد النضروي قال : أخبرنا أبو بكر القطيعي قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدثني أبي قال : حدثنا أبو معاوية قال : حدثنا أبو إسحاق الشيباني عن محمد بن عبد الله الثقفي عن سعد بن أبي وقاص قال : لما كان يوم بدر قتل أخي عمير وقتل سعيد بن العاص وأخذت سيفه وكان يسمى ذا الكثيفة فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم قال : اذهب فاطرحه في القبض قال : فرجعت وبي مالا يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سلبي فما جاوزت إلا قريباً حتى نزلت سورة الأنفال فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : اذهب فخذ سيفك .


وقال عكرمة عن ابن عباس : لما كان يوم بدر وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من فعل كذا وكذا فله كذا وكذا فذهب شباب الرجال وجلس الشيوخ تحت الرايات فلما كانت الغنيمة جاء الشباب يطلبون نفلهم فقال الشيوخ : لا تستأثروا علينا فإنا كنا تحت الرايات ولو انهزمتم كنا لكم ردءاً فأنزل الله تعالى (( يَسأَلونَكَ عَنِ الأَنفالِ )) فقسمها بينهما بالسواء .


أخبرنا أبو بكر الحارث قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال : حدثنا أبو يحيى قال : حدثنا سهل بن عثمان قال : حدثنا يحيى بن زائدة عن ابن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن الحرث عن سليمان بن موسى الأشدق عن ابن مكحول عن أبي سلام الباهلي عن أبي أمامة الباهلي عن عبادة بن الصامت قال : لما هزم العدو يوم بدر واتبعتهم طائفة يقتلونهم وأحدقت طائفة برسول الله عليه الصلاة والسلام واستولت طائفة على العسكر والنهب فلما نفى الله العدو ورجع الذين طلبوهم وقالوا : لنا النفل بحسن طلبنا العدو وبنا نفاهم وهزمهم وقال الذين أحدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم : والله ما أنتم بأحق به منا نحن أحدقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينال العدو منه غرة فهو لنا وقال الذين استولوا على العسكر والنهب : والله ما أنتم بأحق به منا نحن أخذناه واستولينا عليه فهو لنا فأنزل الله تعالى (( يَسأَلونَكَ عَنِ الأَنفالِ )) فقسمه رسول الله عليه الصلاة والسلام بالسوية .


قوله تعالى (( وَما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمى )) أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد العطار قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد البياع قال : أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني قال : حدثني جدي قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال : حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال : أقبل أبي بن خلف يوم أحد إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريده فاعترض له رجال من المؤمنين فأمرهم رسول الله عليه الصلاة والسلام فخلوا سبيله فاسقبله مصعب بن عمير أحد بني عبد الدار ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترقوة أبي من فرجة بين سابغة البيضة والدرع فطعنه بحربته فسقط أبي عن فرسه ولم يخرج من طعنته دم وكسر ضلعاً من أضلاعه فأتاه أصحابه وهو يخور خوار الثور فقالوا له : ما أعجزك إنما هو خدش فقال : والذي نفسي بيده لو كان هذا الذي بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعين فمات أبي إلى النار فسحقاً لأصحاب السعير قبل أن يقدم مكة فأنزل الله تعالى ذلك (( وَما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمى )) .


وروى صفوان بن عمرو عن عبد العزيز بن جبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر دعا بقوس فأتى بقوس طويلة فقال : جيئوني بقوس غيرها فجاءوه بقوس كبداء فرمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحصن فأقبل السهم يهوي حتى قتل كنانة بن أبي الحقيق وهو على فراشه فأنزل الله تعالى (( وَما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلَكِنّ اللهَ رَمى )) .


وأكثر أهل التفسير أن الآية نزلت في رمي النبي عليه الصلاة والسلام القبضة من حصباء الوادي يوم بدر حين قال للمشركين : شاهت الوجوه ورماهم بتلك القبضة فلم يبق عين مشرك إلا دخلها منه شيء .


قال حكيم بن حزام : لما كان يوم بدر سمعنا صوتاً وقع من السماء إلى الأرض كأنه صوت حصاة وقعت في طست ورمى رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الحصاة فانهزمنا فذلك قوله تعالى (( وَما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمى )) .


قوله تعالى (( إِن تَستَفتِحوا فَقَد جاءَكُمُ الفَتحُ )) أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل التاجر قال : أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ قال : حدثنا محمد بن يحيى : حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال : حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال: حدثني عبد الله بن ثعلبة بن صغير قال : كان المستفتح أبا جهل وإنه قال حين التقى بالقوم : اللهم أينا كان أقطع للرحم وأتانا بما لم نعرف فافتح له الغداة وكان ذلك استفتاحه فأنزل الله تعالى (( إِن تَستَفتِحوا فَقَد جاءَكُم )) إلى قوله (( وَإِنَّ اللهَ مَعَ المُؤمِنينَ )) رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن القطيعي عن ابن حنبل عن أبيه عن يعقوب .


قال السدي والكلبي : كان المشركون حين خرجوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من مكة أخذوا بأستار الكعبة وقالوا : اللهم انصر أعلى الجندين وأهدى الفئتين وأكرم الحزبين وأفضل الدينين فأنزل الله تعالى هذه الآية .


وقال عكرمة : قال المشركون : اللهم لا نعرف ما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام فافتح بيننا وبينه بالحق فأنزل الله تعالى (( إِن تَستَفتِحوا )) .


قوله تعالى (( يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لّا تَخونوا اللهَ وَالرَسولَ)) نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر الأنصاري وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاصر يهود قريظة - إحدى وعشرين ليلة فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلح على ما صالح عليه إخوانهم من بني النضير على أن يسيروا إلى إخوانهم بأذرعات وأريحا من أرض الشام فأبى أن يعطيهم ذلك إلى أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ فأبوا وقالوا : أرسل إلينا أبا لبابة وكان مناصحاً لهم لأن عياله وماله وولده كانت عندهم فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم فقالوا : يا أبا لبابة ما ترى أننزل على حكم سعد بن معاذ فأشار أبو لبابة بيده إلى حلقه أنه الذبح فلا تفعلوا قال أبو لبابة : والله ما زالت قدماي حتى علمت أني قد خنت الله ورسوله فنزلت فيه هذه الآية فلما نزلت شد نفسه على سارية من سواري المسجد وقال : والله لا أذوق طعاماً ولا شراباً حتى أموت أو يتوب الله علي فمكث سبعة أيام لا يذوق فيها طعاماً حتى خر مغشياً عليه ثم تاب الله عليه فقيل له : يا أبا لبابة قد تيب عليك لا والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يحلني فجاءه فحله بيده ثم قال أبو لبابة : إن من تمام توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب وأن أنخلع من مالي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يجزيك الثلث أن تتصدق به .


قوله تعالى (( وَإِذ قالُوا اَللَّهُمَّ إِن كانَ هَذا هُوَ الحَقَّ )) قال أهل التفسير : نزلت في النضر بن الحارث وهو الذي قال : إن كان ما يقوله محمد حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء .


أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال : حدثنا محمد بن يعقوب الشيباني قال : حدثنا أحمد بن النضر بن عبد الوهاب قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ قال : حدثنا أبي قال : حدثنا شعبة عن عبد الحميد صاحب الزيادي سمع أنس بن مالك يقول : قال أبو جهل : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فنزل (( وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأَنتَ فيهِم )) . ورواه البخاري .


قوله تعالى (( وَما كانَ صَلاتُهُم عِندَ البَيتِ )) أخبرنا أبو إسماعيل بن أبي عمرو النيسابوري قال : أخبرنا حمزة بن شبيب المعمري قال : أخبرنا عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه قال : حدثنا أبو المنبيء معاذ بن المنبيء قال : حدثنا عمرو قال : وحدثنا أبي قال : حدثنا قرة عن عطية عن ابن عمرو قال : كانوا يطوفون بالبيت ويصفقون ووصف الصفق بيده ويصفقون ووصف صفيرهم ويضعون خدودهم بالأرض فنزلت هذه الآية .


قوله تعالى (( إِنَّ الَّذينَ كَفَروا يُنفِقونَ أَموالَهُم لِيَصُدّوا عَن سَبيلِ اللهِ)) قال مقاتل والكلبي : نزلت في المطعمين يوم بدر وكانوا اثني عشر رجلاً أبو جهل بن هشام وعتبة وشيبة ابنا ربيعة ونبيه ومنبه ابنا حجاج وأبو البحتري بن هشام والنضر بن الحارث وحكيم بن حزام وأبي بن خلف وزمعة بن الأسود والحرث بن عامر بن نوفل والعباس بن عبد المطلب وكلهم من قريش وكان يطعم كل واحد منهم كل يوم عشرة جزور .


وقال سعيد بن جبير وابن بزى : نزلت في أبي سفيان بن حرب استأجر يوم أحد ألفين من الأحابيش يقاتل بهم النبي صلى الله عليه وسلم سوى من استجاب له من العرب وفيهم يقول كعب بن مالك :


فَجِئنا إِلى مَـوجٍ مِـنَ الـبَحرِ وَسطَهُ

أَحابـيشُ مِـنـهُم حـاسِرٌ وَمُقَنَعُ

وقال الحكم بن عتبة : أنفق أبو سفيان على المشركين يوم أحد أربعين أوقية فنزلت فيه الآية .


وقال محمد بن إسحاق عن رجاله : لما أصيب قريش يوم بدر فرجع فلهم إلى مكة ورجع أبو سفيان بعيره مشى عبد الله بن أبي ربيعة وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية في رجال من قريش أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم ببدر فكلموا أبا سفيان بن حرب ومن كانت له في تلك العير تجارة فقالوا : يا معشر قريش إن محمداً قد وتركم وقتل خياركم فأعينونا بهذا المال الذي أفلت على حربه لعلنا ندرك منه ثأراً بمن أصيب منا ففعلوا فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية .


قوله تعالى (( يا أَيُّها النَبِيُّ حَسبُكَ اللهُ وَمَن اِتَبَعكَ مِنَ المُؤمِنينَ )) أخبرنا أبو بكر بن الحرث قال : أخبرنا أبو الشيخ الحافظ قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق قال: حدثنا صفوان بن المغلس قال : حدثنا إسحاق بن بشر قال : حدثنا خلف بن خليفة عن ابن هشام الزماني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة وثلاثون رجلاً ثم إن عمر أسلم فصاروا أربعين فنزل جبريل عليه السلام بقوله تعالى (( يا أَيُّها النَبِيُّ حَسبُكَ اللهُ وَمَن اِتَبَعَكَ مِنَ المُؤمِنينَ )) .


قوله تعالى (( ما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكونَ لَهُ أَسرى حَتّى يُثخِنَ في الأَرضِ )) قال مجاهد : كان عمر بن الخطاب يرى الرأي فيوافق رأيه ما يجيء من السماء وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم استشار في أسارى بدر فقال : المسلمون بنو عمك أفدهم قال عمر : لا يا رسول الله اقتلهم قال : فنزلت هذه الآية (( ما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكونَ لَهُ أَسرى )) .


وقال ابن عمر : استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأسارى أبا بكر فقال : قومك وعشيرتك خل سبيلهم واستشار عمر فقال : اقتلهم ففاداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى (( ما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكونَ لَهُ أَسرى حَتّى يُثخِنَ في الأَرضِ )) إلى قوله تعالى (( فَكُلوا مِمّا غَنِمتُم حَلالاً طَيِّباً )) قال : فلقي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : كاد أن يصيبنا في خلافك بلاء .


أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحيري قال : أخبرنا حاجب بن أحمد قال : حدثنا محمد بن حماد قال : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله قال : لما كان يوم بدر وجيء بالأسرى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما تقولون في هؤلاء الأسرى فقال أبو بكر : يا رسول الله قومك وأصلك استبقهم واستأن بهم لعل الله عز وجل يتوب عليهم وقال عمر كذبوك وأخرجوك فقدمهم فاضرب أعناقهم وقال عبد الله بن رواحة : انظر وادياً كثير الحطب فأدخلهم فيه ثم اضرم عليهم ناراً فقال العباس : قطعت رحمك فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يجبهم ثم دخل فقال ناس : يأخذ بقول أبي بكر وقال ناس : يأخذ بقول عمر وقال ناس : يأخذ بقول عبد الله ثم خرج عليهم فقال : إن الله عز وجل ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن وإن الله عز وجل ليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة وأن مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم قال (( مَن تَبِعَني فَإِنَّهُ مِني وَمَن عَصاني فَإِنَّكَ غَفورٌ رَحيمٌ )) وإن مثلك يا أبا بكر كمثل عيسى قال (( إِن تُعَذِّبهُم فَإِنَّهُم عِبادُكُ وَإِن تَغفِر لَهُم فَإِنَّكَ أَنتَ العَزيزُ الحَكيمُ )) وإن مثلك يا عمر كمثل موسى قال (( رَبَّنا اِطمِس عَلى أَموالِهِم وَاِشدُد عَلى قُلُوبِهِم )) ومثلك يا عمر كمثل نوح قال (( رَّبِّ لا تَذَر عَلى الأَرضِ مِنَ الكافِرينَ دَيّاراً )) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنتم اليوم عالة أنتم اليوم عالة فلا ينقلبن منهم أحد إلا بفداء أو ضرب عنق قال : فأنزل الله عز وجل (( ما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكونَ لَهُ أَسرى حَتّى يُثخِنَ في الأَرضِ )) إلى آخر الآيات الثلاث .


أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان العدل قال : أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدثني أبي قال : حدثنا أبو نوح قراد قال : حدثنا عكرمة بن عمار قال : حدثنا سماك الحنفي أبو زميل قال : حدثني ابن عباس قال : حدثني عمر بن الخطاب قال : لما كان يوم بدر والتقوا فهزم الله المشركين وقتل منهم سبعون رجلاً وأسر سبعون رجلاً استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر وعلياً فقال أبو بكر : يا رسول الله هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان وإني أرى أن تأخذ منهم الفدية فيكون ما أخذنا منهم قوة لنا على الكفار وعسى أن يهديهم الله فيكونوا لنا عضداً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما ترى يا ابن الخطاب قال : قلت والله ما أرى ما رأى أبو بكر ولكن أن تمكنني من فلان قريب لعمر فأضرب عنقه وتمكن علياً من عقيل فيضرب عنقه وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه حتى يعلم الله عز وجل أنه ليس في قلوبنا موادة للمشركين هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت فأخذ منهم الفداء فلما كان من الغد قال عمر : غدوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو قاعد وأبو بكر الصديق وإذا هما يبكيان فقلت : يا رسول الله أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أبكي للذي عرض على أصحابك من الفداء لقد عرض علي عذابكم أدنى من هذه الشجرة لشجرة قريبة وأنزل الله عز وجل (( ما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكونَ لَهُ أَسرى حَتّى يُثخِنَ في الأَرضِ )) إلى قوله (( لَّولا كِتابٌ مِّنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَكُم فيما أَخَذتُم )) - من الفداء – (( عَذابٌ عَظيمٌ )) . رواه مسلم في الصحيح عن هناد بن السري عن ابن المبارك عن عكرمة بن عمارة .

قوله تعالى (( يا أَيُّها النَبِيُّ قُل لِّمَن في أَيدِيَكُم مِّنَ الأَسرى )) قال الكلبي : نزلت في العباس بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحرث وكان العباس أسر يوم بدر ومعه عشرون أوقية من الذهب كان خرج بها معه إلى بدر ليطعم بها الناس وكان أحد العشرة الذين ضمنوا إطعام أهل بدر ولم يكن بلغته النوبة حتى أسر فأخذت معه وأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم منه قال : فكلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل لي العشرين الأوقية الذهب التي أخذها مني من فدائي فأبى علي وقال : إما شيء خرجت تستعين به علينا فلا وكفلني فداء ابن أخي عقيل بن أبي طالب عشرين أوقية من فضة فقلت له : تركتني والله أسال قريشاً بكفي والناس ما بقيت قال: فأين الذهب الذي دفعته إلى أم الفضل مخرجك إلى بدر وقلت لها : إن حدث بي حدث في وجهي هذا فهو لك ولعبد الله والفضل وقثم قال : قلت وما يدريك قال: أخبرني الله بذلك قال: أشهد أنك لصادق وإني قد دفعت إليها ذهباً ولم يطلع عليها أحد إلا الله فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله قال العباس : فأعطاني الله خيراً مما أخذ مني كما قال : عشرين عبداً كلهم يضرب بمال كبير مكان العشرين أوقية وأنا أرجو المغفرة من ربي .
القيصر العاشق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-04-2021, 12:06 PM   #14

عملائي
 
الصورة الرمزية القيصر العاشق

العضوٌﯦﮬﮧ » 12
 التسِجيلٌ » Apr 2021
مشَارَڪاتْي » 133
 نُقآطِيْ » القيصر العاشق is on a distinguished road
افتراضي

سورة التوبة


قوله تعالى (( وَإِن نَكَثوا أَيمانَهُم مِن بَعدِ عَهدِهِم وَطَعَنوا في دينِكُم فَقاتِلوا أَئَّمَةَ الكُفرِ )) قال ابن عباس : نزلت في أبي سفيان بن حرب والحرث بن هشام وسهيل بن عمرو وعكرمة بن أبي جهل وسائر رؤساء قريش الذين نقضوا العهد وهم الذين هموا بإخراج الرسول .


قوله تعالى (( ما كانَ لِلمُشرِكينَ أَن يَعمُروا مَساجِدَ اللهِ )) قال المفسرون لما أسر العباس يوم بدر أقبل عليه المسلمون فعيروه بكفره وقطيعة الرحم وأغلظ علي له القول فقال العباس : ما لكم تذكرون مساوينا ولا تذكرون محاسننا فقال له علي : ألكم محاسن قال : نعم إنا لنعمر المسجد الحرام ونحجب الكعبة ونسقي الحاج ونفك العاني فأنزل الله عز وجل رداً على العباس (( ما كانَ لِلمُشرِكينَ أَن يَعمُروا )) .


قوله تعالى ((أَجَعَلتُم سِقايَةِ الحاجِّ )) أخبرنا أبو إسحاق الثعالبي رحمه الله قال : أخبرنا عبد الله بن حامد الوزان قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله المنادي قال : أخبرنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال : حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي قال : حدثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام عن أبي سلام قال : حدثنا معمر بن بشير قال : كنت عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل ما أبالي أن لا أعمل عملاً بعد أن أسقي الحاج وقال الآخر : ما أبالي أن لا أعمل عملاً بعد أن أعمر المسجد الحرام ، وقال آخر : الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم فزجرهم عمر وقال : لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوم الجمعة ولكني إذا صليت دخلت فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما اختلفتم فيه ففعل فأنزل الله تعالى (( أَجَعَلتُم سِقايَةَ الحاجِّ وَعِمارَةِ المَسجِدِ الحَرامِ )) إلى قوله تعالى (( وَاللهُ لا يَهدي القَومَ الظالِمينَ )) رواه مسلم عن الحسن بن علي الحلواني عن أبي توبة .


وقال ابن عباس في رواية الوالبي : قال العباس بن عبد المطلب حين أسر يوم بدر: لئن كنتم سبقتمونا بالإسلام والهجرة والجهاد لقد كنا نعمر المسجد الحرام ونسقي الحاج ونفك العاني فأنزل الله تعالى (( أَجَعَلتُم سِقايَةَ الحاجِّ وَعِمارَةَ المَسجِدِ الحَرامِ )) .


وقال الحسن والشعبي والقرظي : نزلت الآية في علي والعباس وطلحة بن شيبة وذلك أنهم افتخروا فقال طلحة : أنا صاحب البيت بيدي مفتاحه وإلي ثياب بيته وقال العباس : أنا صاحب السقاية والقائم عليها وقال علي ما أدري ما تقولان لقد صليت ستة أشهر قبل الناس وأنا صاحب الجهاد فأنزل الله تعالى هذه الآية .


وقال ابن سيرين ومرة الهمذاني : قال علي للعباس : ألا تهاجر ألا تلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال : ألست في أفضل من الهجرة ألست أسقي حاج بيت الله وأعمر المسجد الحرام فنزلت هذه الآية .


قوله تعالى (( يا أُيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَتَّخِذوا آَباءَكُم وَإِخوانَكُم )) قال الكلبي : لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة جعل الرجل يقول لأبيه وأخيه وامرأته : إنا قد أمرنا بالهجرة فمنهم مَن يسرع إلى ذلك ويعجبه ومنهم مَن يتعلق به زوجته وعياله وولده فيقولون: نشدناك الله أن تدعنا إلى غير شيء فنضيع فيرق فيجلس معهم ويدع الهجرة فنزلت يعاتبهم (( يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَتَّخِذوا آَباءَكُم وَإِخوانَكُم )) .


ونزلت في الذين تخلفوا بمكة ولم يهاجروا فقوله تعالى (( قُل إِن كانَ آَباؤُكُم وَأَبناؤُكُم )) إلى قوله (( فَتَرَبَّصوا حَتّى يَأَتِيَ اللهُ بِأَمرِهِ )) يعني القتال وفتح مكة .


قوله تعالى (( يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا إِن كَثيراً مِنَ الأَحبارِ وَالرُهبانِ لَيَأَكُلونَ أَموالَ الناسِ بِالباطِلِ )) نزلت في العلماء والقراء من أهل الكتاب كانوا يأخذون الرشا من سفلتهم وهي المأكل التي كانوا يصيبونها من عوامهم .


قوله تعالى (( وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَهَبَ وَالفِضَّة وَلا يُنفِقونَها في سَبيلِ اللهِ )) أخبرنا أبو إسحاق المقري قال: أخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم قال : حدثنا محمد بن نصير قال : حدثنا عمرو بن زرارة قال : حدثنا هشيم قال : حدثنا حصين عن زيد بن وهب قال : مررت بالزبدة فإذا أنا بأبي ذر فقلت له : ما أنزلك هذا قال : كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في هذه الآية (( وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَهبَ وَالفِضَّةَ وَلا يُنفِقونَها في سَبيلِ اللهِ )) فقال معاوية : نزلت في أهل الكتاب فقلت : نزلت فينا وفيهم وكان بيني وبينه كلام في ذلك وكتب إلى عثمان يشكو مني وكتب إلي عثمان أن أقدم المدينة فقدمتها وكثر الناس علي حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك فذكرت ذلك لعثمان فقال إن شئت تنحيت وكنت قريباً فذلك الذي أنزلني هذا المنزل ولو أمروا علي حبشياً لسمعت وأطعت رواه البخاري عن قيس عن جرير عن حصين ورواه أيضاً عن علي عن هشيم .


والمفسرون أيضاً مختلفون فعند بعضهم أنها في أهل الكتاب خاصة ، وقال السدي: هي في أهل القبلة ، وقال الضحاك : هي عامة في أهل الكتاب والمسلمين ، وقال عطاء ابن عباس في قوله تعالى (( وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَهَبَ وَالفِضَّةَ )) قال : يريد من المؤمنين .


أخبرنا أبو الحسين أحمد بن إبراهيم النجار قال : حدثنا سليمان بن أيوب الطبراني قال : حدثنا محمد بن داود بن صدقة قال : حدثنا عبد الله بن معافى قال : حدثنا شريك عن محمد بن عبد الله المرادي عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي جعدة عن ثوبان قال : لما نزلت (( وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَهَبَ وَالفِضَّةَ )) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تباً للذهب والفضة قالوا : يا رسول الله فأي المال نكنز قال : قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً وزوجة صالحة .


قوله تعالى (( يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُم اِنفِروا )) نزلت في الحث على غزوة تبوك وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع من الطائف وغزوة حنين أمر بالجهاد لغزو الروم وذلك في زمان عسرة من البأس وجدب من البلاد وشدة من الحر حين أخرقت النخل وطابت الثمار فعظم على الناس غزو الروم وأحبوا الظلال والمقام في المساكن والمال وشق عليهم الخروج إلى القتال فلما علم الله تثاقل الناس أنزل هذه الآية .


قوله تعالى (( اِنفِروا خِفافاً وَثِقالاً )) نزلت في الذين اعتذروا بالضيعة والشغل وانتشار الأمر فأبى الله أن يعذرهم دون أن ينفروا على ما كان منهم .


أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال : أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال: حدثنا إبراهيم بن علي قال : حدثنا يحيى بن يحيى قال : أخبرنا سفيان بن عيينة عن ابن جدعان عن أنس قال : قرأ أبو طلحة (( اِنفِروا خِفافاً وَثِقالاً )) فقال : ما أسمع الله عذر أحداً فخرج مجاهداً إلى الشام حتى مات .


وقال السدي : جاء المقداد بن الأسود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عظيماً ثميناً فشكا إليه وسأله أن يأذن له فنزلت فيه (( اِنفِروا خِفافاً وَثِقالاً )) فلما نزلت هذه الآية اشتد شأنها على الناس فنسخها الله تعالى وأنزل (( لَّيسَ عَلى الضُعفاءِ وَلا عَلى المَرضى )) ثم أنزل في المتخلفين عن غزوة تبوك من المنافقين قوله تعالى (( لَو كانَ عَرَضاً قَريباً )) .


وقوله تعالى (( لَو خَرَجوا فيكُم مّا زادُوكُم إِلا خَبالاً )) وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج عسكره على ثنية الوداع وضرب عبد الله بن أبي عسكره على ذي حده أسفل من ثنية الوداع ولم يكن بأقل العسكريين فلما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم تخلف عنه عبد الله بن أبي بمن تخلف من المنافقين وأهل الريب فأنزل الله تعالى يعزي نبيه (( لَو خَرَجوا فيكُم مّا زادُوكُم إِلّا خَبالاً )) .


قوله تعالى (( وَمِنهُم مَّن يَقُولُ اِئذَن لّي )) نزلت في جد بن قيس المنافق وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تجهز لغزوة تبوك قال له : يا أبا وهب هل لك في جلاد بني الأصفر تتخذ منهم سراري ووصفاء فقال : يا رسول الله لقد عرف قومي أني رجل مغرم بالنساء وأني خشيت إن رأيت بنات الأصفر أن لا أصبر عنهن فلا تفتني بهن وائذن لي في القعود عنك وأعينك بمالي فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم وقال : قد أذنت لك فأنزل الله هذه الآية .


فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني سلمة وكان الجد منهم : مَن سيدكم يا بني سلمة قالوا : الجد بن قيس غير أنه بخيل جبان فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وأي داء أدوأ من البخل بل سيدكم الأبيض الفتى الجعد بشر بن البراء بن معرور فقال : وَقـالَ رَسـولُ الـلـهِ وَالحَقُّ لاحِقٌ بِـمَّـن قالَ مِنا مَن تَعُدّونَ سَيّدا فَقُلنا لَـهُ جَـدُّ ِبـنُ قَـيسٍ عَلى الَّذي نُـبَـخِّـلُهُ فينا وَإِن كانَ أَنكَدا فَـقـالَ وَأَيُّ الـداءِ أَدوى مِنَ الَّـذي رَمَـيتُم بِهِ جَـدّاً وَعالى بِها يَدا وَسُـوِّدَ بِـشـرُ ِبـنُ الـبَـراءِ بِـجُودِهِ وُحُـقَّ لِـبِـشـرٍ ذِى الـنَدا أَن يُسَوَّدا وَقالَ خُـذوهُ إِنَّـهُ عــائِدٌ غَــدا إِذا مـا أَتـاهُ الـوَفـدُ أَنـهَـبَ مـالَهُ وما بعد هذه الآية كلها للمنافقين إلى قوله تعالى (( إِنَّما الصَدَقاتُ لِلفُقراءِ )) .


قوله تعالى (( وَمِنهُم مَن يَلمِزُكَ في الصَدَقاتِ )) أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي قال : حدثنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ قال : حدثنا محمد بن يحيى قال : حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم قسماً إذ جاءه ابن ذي الخويصرة التميمي وهو حرقوص بن زهير أصل الخوارج فقال أعدل فينا يا رسول الله فقال: ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل فنزلت (( وَمِنهُم مَن يَلمِزُكَ في الصَدَقاتِ )) رواه البخاري عن عبيد بن محمد عن هشام عن معمر .


وقال الكلبي : نزلت في المؤلفة قلوبهم وهم المنافقون .


قوله تعالى (( وَمِنهُم الَّذينَ يُؤذونَ النَبِيَّ وَيَقولونَ هُوَ أُذُنٌ )) نزلت في جماعة من المنافقين كانوا يؤذون الرسول ويقولون ما لا ينبغي قال بعضهم : لا تفعلوا فإنا نخاف أن يبلغه ما تقولون فيقع بنا فقال الجلاس بن سويد نقول ما شئنا ثم نأتيه فيصدقنا بما نقول فإنما محمد أذن سامعة فأنزل الله تعالى هذه الآية .


وقال محمد بن إسحاق بن يسار وغيره نزلت في رجل من المنافقين يقال نبتل بن الحارث وكان رجلاً أذلم أحمر العينين أسفع الخدين مشوه الخلقة وهو الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم : من أراد أن ينظر الشيطان فلينظر إلى نبتل بن الحارث وكان ينم حديث النبي صلى الله عليه وسلم إلى المنافقين فقيل له : لا تفعل فقال : إنما محمد أذن من حدثه شيئاً صدقه نقول ما شئنا ثم نأتيه فنحلف له فيصدقنا فأنزل الله تعالى هذه الآية .


وقال السدي : اجتمع ناس من المنافقين فيهم جلاس بن سويد بن الصامت ووديعة بن ثابت فأرادوا أن يقعوا في النبي صلى الله عليه وسلم وعندهم غلام من الأنصار يدعى عامر بن قيس فحقروه فتكلموا وقالوا : لئن كان ما يقوله محمداً حقاً لنحن أشر من الحمير ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فدعاهم فسألهم فحلفوا أن عامراً كاذب وحلف عامر أنهم كذبة وقال: اللهم لا تفرق بيننا حتى تبين صدق الصادق من كذب الكاذب فنزلت فيهم (( وَمِنهُم الَّذينَ يُؤذونَ النَبِيَّ )) ونزل قوله (( يَحلِفونَ بِاللهِ لَكُم لِيُرضوكُم )) .


قوله تعالى (( يَحذَرُ المُنافِقونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيهِم سُورةً تُنَبِّئُهُم )) قال السدي : قال بعض المنافقين : والله لوددت أني قدمت فجلدت مائة جلدة ولا ينزل فينا شيء يفضحنا فأنزل الله هذه الآية .


وقال مجاهد : كانوا يقولون القول بينهم ثم يقولون عسى الله أن لا يفشي علينا سرنا .


قوله تعالى (( وَلَئِن سأَلتَهُم لَيَقولُنَّ إِنَّما كُنّا نَخوضُ وَنَلعَبُ )) قال قتادة : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وبين يديه ناس من المنافقين إذ قالوا : يرجو هذا الرجل أن يفتح قصور الشام وحصونها هيهات له ذلك فأطلع الله نبيه على ذلك فقال نبي الله: اجلسوا على الركب فأتاهم فقال : قلتم كذا وكذا فقالوا : يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب فأنزل الله تعالى هذه الآية .


وقال زيد بن أسلم ومحمد بن وهب : قال رجل من المنافقين في غزوة تبوك : ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال عوف بن مالك : كذبت ولكنك منافق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب عوف ليخبره فوجد القرآن قد سبقه فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته فقال : يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ونتحدث بحديث الركب نقطع به عنا الطريق .


أخبرنا أبو نصير محمد بن عبد الله الجوزقي أخبرنا بشر بن أحمد بن بشر حدثنا أبو جعفر محمد بن موسى الحلواني حدثنا محمد بن ميمون الخياط حدثنا إسماعيل بن داود المهرجاني حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال : رأيت عبد الله بن أبي يسر قدام النبي صلى الله عليه وسلم والحجارة تنكته وهو يقول: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون .


قوله تعالى (( يَحلِفونَ بِاللهِ ما قالُوا )) قال الضحاك : خرج المنافقون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك وكانوا إذا خلا بعضهم ببعض سبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وطعنوا في الدين فنقل ما قالوا حذيفة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أهل النفاق ما هذا الذي بلغني عنكم فحلفوا ما قالوا شيئاً من ذلك فأنزل الله تعالى هذه الآية كذاباً لهم .


وقال قتادة ذكر لنا أن رجلين اقتتلا رجلاً من جهينة ورجلاً من غفار فظهر الغفاري على الجهيني فنادى عبد الله بن أبي يا بني الأوس انصروا أخاكم فوالله ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل : سمن كلبك يأكلك فوالله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فسمع بها رجل من المسلمين فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فأرسل إليه فجعل قوله تعالى (( وَهَمُّوا بِما لَم يَنالوا )) قال الضحاك : هموا أن يدفعوا ليلة العقبة وكانوا قوماً قد أجمعوا على أن يقتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم معه يلتمسون غرته حتى أخذ في عقبة فتقدم بعضهم وتأخر بعضهم وذلك كان ليلاً قالوا : إذا أخذ في العقبة دفعناه عن راحلته في الوادي وكان قائده في تلك الليلة عمار بن ياسر وسائقه حذيفة فسمع حذيفة وقع أخفاف الإبل فالتفت فإذا هو بقوم متلثمين فقال : إليكم يا أعداء الله فأمسكوا ومضى النبي عليه الصلاة والسلام حتى نزل منزله الذي أراد فأنزل الله تعالى قوله (( وَهَمُّوا بِما لَم يَنالوا )) .


قوله تعالى (( وَمِنهُم مَّن عاهَدَ اللهَ )) أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الفضل حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن مطر قال : حدثنا أبو عمران موسى بن سهل الحوني قال : حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا محمد بن شعيب قال : حدثنا معاذ بن رفاعة السلمي عن أبي عبد الملك علي بن يزيد أنه أخبره عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة الباهلي أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه ثم قال مرة أخرى : أما ترضى أن تكون مثل نبي الله فوالذي نفسي بيده لو شئت أن تسيل معي الجبال فضة وذهباً لسالت فقال : والذي بعثك بالحق لئن دعوت الله أن يرزقني مالاً لأوتين كل ذي حق حقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم ارزق ثعلبة مالاً فاتخذ غنماً فنمت كما ينمو الدود فضاقت عليه المدينة فتنحى عنها فنزل وادياً من أوديتها حتى جعل يصلي الظهر والعصر في جماعة ويترك ما سواهما ثم نميت وكثرت حتى ترك الصلاة إلى الجمعة وهي تنمو كما ينمو الدود حتى ترك الجمعة فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما فعل ثعلبة فقالوا : اتخذ غنماً وضاقت عليه المدينة وأخبروه بخبره فقال : يا ويح ثعلبة ثلاثاً وأنزل الله عز وجل (( خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةٌ تُطَهِرَهُم وَتُزكيهِم بِها )) .


وأنزل فرائض الصدقة فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين على الصدقة رجلاً من جهينة ورجلاً من بني سليم وكتب لهما كيف يأخذان الصدقة وقال لهما : مرا بثعلبة وبفلان رجل من بني سليم فخذا صدقاتهما فخرجا حتى أتيا ثعلبة فسألاه الصدقة وأقرآه كتاب رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال : ما هذه إلا جزية ما هذه إلا أخت الجزية ما أدري ما هذا انطلقا حتى تفرغا ثم عودا إلي فانطلقا وأخبرا السلمي فنظر إلى خيار أسنان إبله فعزلها للصدقة ثم استقبلهم بها فلما رأوها قالوا : ما يجب هذا عليك وما نريد أن نأخذه منك قال : بلى خذوه فإن نفسي بذلك طيبة وإنما هي إبلي فأخذوها منه فلما فرغا من صدقتهما رجعا حتى مرا بثعلبة فقال أروني كتابكما أنظر فيه فقال : ما هذه إلا أخت الجزية انطلقا حتى أرى رأيي فانطلقا حتى أتيا النبي عليه الصلاة والسلام فلما رآهما قال : يا ويح ثعلبة قبل أن يكلمهما ودعا للسلمي بالبركة وأخبروه بالذي صنع ثعلبة والذي صنع السلمي فأنزل الله عز وجل (( وَمِنهُم مَن عاهَدَ اللهَ لَئِن آَتانا مِن فَضلِهِ لَنَصَّدَقَنَّ )) إلى قوله تعالى (( وَبِما كانوا يَكذِبونَ )) .



وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من أقارب ثعلبة فسمع ذلك فخرج حتى أتى ثعلبة فقال : ويحك يا ثعلبة قد أنزل الله فيك كذا وكذا فخرج ثعلبة حتى أتى النبي عليه الصلاة والسلام فسأله أن يقبل منه صدقته فقال : إن الله قد منعني أن أقبل صدقتك فجعل يحثو التراب على رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا عملك قد أمرتك فلم تطعني فلما أبى أن يقبل منه شيئاً رجع إلى منزله وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقبل منه شيئاً ثم أتى أبا بكر رضي الله عنه حين استخلف فقال : قد علمت منزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم وموضعي من الأنصار فاقبل صدقتي فقال : لم يقبلها رسول الله وأنا أقبلها فقبض أبو بكر وأبى أن يقبلها فلما ولي عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتاه فقال : يا أمير المؤمنين اقبل صدقتي فقال : لم يقبلها رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا أبو بكر أنا أقبلها منك فلم يقبضها وقبض عمر رضي الله عنه ثم ولي عثمان رضي الله عنه فأتاه فسأله أن يقبل صدقته فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقبلها ولا أبو بكر ولا عمر وأنا أقبلها فلم يقبلها عثمان فهلك ثعلبة .


قوله تعالى (( الَّذينَ يَلمِزونَ المُطَّوِّعينَ مِنَ المُؤمِنينَ في الصَدَقاتِ )) أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر أخبرنا أبو علي الفقيه أخبرنا أبو علي محمد بن سليمان المالكي قال : حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى حدثنا أبو النعمان الحكم بن عبد الله العجلي حدثنا شعبة عن سليمان عن أبي وائل عن ابن مسعود قال : لما نزلت آية الصدقة جاء رجل فتصدق بصاع فقالوا : إن الله لغني عن صاع هذا فنزلت (( الَّذينَ يَلمِزونَ المُطَّوِّعينَ مِنَ المُؤمِنينَ في الصَدَقاتِ وَالَّذينَ لا يَجِدونَ إِلّا جُهدَهُم )) رواه البخاري عن أبي قدامة عبيد الله بن سعيد عن أبي النعمان .

وقال قتادة وغيره : حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقة فجاء عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف درهم وقال : يا رسول الله مالي ثمانية آلاف جئتك بنصفها فاجعلها في سبيل الله وأمسكت نصفها لعيالي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بارك الله لك فيما أعطيت وفيما أمسكت فبارك الله في مال عبد الرحمن حتى أنه خلف امرأتين يوم مات فبلغ ثمن ماله لهما مائة وستين ألف درهم وتصدق يومئذ عاصم بن عدي بن العجلان بمائة وسق من تمر وجاء أبو عقيل الأنصاري بصاع من تمر وقال : يا رسول الله بت ليلتي أجر بالجرير أحبلاً حتى نلت صاعين من تمر فأمسكت أحدهما لأهلي وأتيتك بالآخر فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينثره في الصدقات فلمزهم المنافقون وقالوا : ما أعطى عبد الرحمن وعاصم إلا رياء وإن كان الله ورسوله غنيين عن صاع أبي عقيل ولكنه أحب أن يزكي نفسه فأنزل الله تعالى هذه الآية .


قوله تعالى (( وَلا تُصَلِّ عَلى أَحدٍ مِّنهُم مّاتَ أَبَداً )) حدثنا إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الواعظ إملاء أخبرنا يوسف بن عاصم الرازي حدثنا العباس بن الوليد النرسي حدثنا يحيى بن سعيد القطان حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه إلى رسول الله صلوات الله عليه وقال : أعطني قميصك حتى أكفنه فيه وصل عليه واستغفر له فأعطاه قميصه ثم قال : آذني حتى أصلي عليه فآذنه فلما أراد أن يصلي عليه جذبه عمر بن الخطاب وقال : أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين فقال : أنا بين خيرتين أستغفر لهم أو لا أستغفر ثم نزلت عليه هذه الآية (( وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِّنهُم مّات أَبَداً وَلا تُقِم عَلى قَبرِهِ )) فترك الصلاة عليهم رواه البخاري عن مسدد ورواه مسلم عن أبي قدامة عبيد الله بن أبي سعيد كلاهما عن يحيى بن سعيد .


أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم النصر اباذي أخبرنا أبو بكر بن مالك القطيعي حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي عن محمد بن إسحاق حدثني الزهري عن عبد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس قال : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : لما توفي عبد الله بن أبي دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة عليه فقام إليه فلما وقف عليه يريد الصلاة عليه تحولت حتى قمت في صدره فقلت : يا رسول الله أعلى عدو الله عبد الله بن أبي القائل يوم كذا وكذا كذا أعدد أيامه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبتسم حتى إذا كثرت عليه قال : أخر عني يا عمر إني خيرت فاخترت قد قيل لي (( اِستَغفِر لَهُم أَو لا تَستَغفِر لَهُم إِن تَستَغفِر لَهُم سَبعينَ مَرَّةً فَلَن يَغفِرَ اللهُ لَهُم )) لو علمت أني إن زدت على السبعين غفر له لزدت قال : صلى صلى الله عليه وسلم ومشى معه فقام على قبره حتى فرغ منه قال : فعجبت لي وجراءتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ورسوله أعلم .


قال : فوالله ما كان إلا يسيراً حتى نزل (( وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِّنهُم مّاتَ أَبَداً وَلا تُقِم عَلى قَبرِهِ )) فما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده على منافق ولا قام على قبره حتى قبضه الله تعالى .


قال المفسرون : وكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما فعل بعبد الله بن أبي فقال : وما يغني عنه قميصي وصلاتي من الله والله إني كنت أرجو أن يسلم به ألف من قومه .


قوله تعالى (( وَلا عَلى الَّذينَ إِذا ما أَتَوكَ لِتَحمِلَهُم )) نزلت في البكائين وكانوا سبعة معقل بن يسار وصخر بن خنيس وعبد الله بن كعب الأنصاري وسالم بن عمير وثعلبة بن غنمة وعبد الله بن مغفل أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا نبي الله إن الله عز وجل قد ندبنا للخروج معك فاحملنا على الخفاف المرفوعة والنعال المخصوفة نغزو معك فقال : لا أجد ما أحملكم عليه فتولوا وهم يبكون .


وقال مجاهد : نزلت في بني مقرن معقل وسويد والنعمان .


قوله تعالى (( الأَعرابُ أَشَدُّ كُفراً وَنِفاقاً )) نزلت في أعاريب من أسد وغطفان وأعاريب من أعاريب حاضري المدينة .


قوله تعالى (( وَمِمَّن حَولَكُم مِّنَ الأَعرابِ مُنافِقونَ )) قال الكلبي : نزلت في جهينة ومزينة وأشجع وأسلم وغفار من أهل المدينة يعني عبد الله بن أبي وجد بن قيس ومعتب بن بشير والجلاس بن سويد وأبي عامر الراهب .


قوله تعالى (( وَآَخَرونَ اِعتَرَفوا بِذُنوبِهِم )) قال ابن عباس في رواية ابن الوالبي : نزلت في قوم كانوا قد تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ثم ندموا على ذلك وقالوا : نكون في الكن والظلال مع النساء ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الجهاد والله لنوثقن أنفسنا بالسواري فلا نطلقها حتى يكون الرسول هو يطلقها ويعذرنا وأوثقوا أنفسهم بسواري المسجد فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بهم فرآهم فقال: مَن هؤلاء قالوا: هؤلاء تخلفوا عنك فعاهدوا الله أن لا يطلقوا أنفسهم حتى تكون أنت الذي تطلقهم وترضى عنهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وأنا أقسم بالله لا أطلقهم ولا أعذرهم حتى أؤمر بإطلاقهم رغبوا عني وتخلفوا عن الغزو مع المسلمين فأنزل الله تعالى هذه الآية .


فلما نزلت أرسل إليهم النبي صلوات الله عليه وأطلقهم وعذرهم فلما أطلقهم قالوا : يا رسول الله هذه أموالنا التي خلفتنا عنك فتصدق بها عنا وطهرنا واستغفر لنا فقال : ما أمرت أن آخذ من أموالكم شيئاً فأنزل الله عز وجل (( خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم )) وقال ابن عباس : كانوا عشرة رهط .


قوله تعالى (( وَآَخَرونَ مُرجونَ لأَمرِ اللهِ )) نزلت في كعب بن مالك ومرارة بن الربيع أحد بني عمرو بن عوف وهلال بن أمية من بني واقف تخلفوا عن غزوة تبوك وهم الذين ذكروا في قوله تعالى (( وَعَلى الثَلاثَةِ الَّذينَ خُلِّفوا )) .


قوله تعالى (( وَالَّذينَ اِتَّخَذوا مَسجِداً ضِراراً وَكُفراً )) قال المفسرون : إن بني عمرو بن عوف اتخذوا مسجد قباء وبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم فأتاهم فصلى فيه فحسدهم إخوتهم بنو عمرو بن عوف وقالوا : نبني مسجداً ونرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي فيه كما يصلي في مسجد إخواننا وليصل فيه أبو عامر الراهب إذا قدم من الشام وكان أبو عامر قد ترهب في الجاهلية وتنصر ولبس المسوح وأنكر دين الحنيفية لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعاداه وسماه النبي عليه الصلاة والسلام أبا عامر الفاسق وخرج إلى الشام وأرسل إلى المنافقين أن استعدوا بما استطعتم من قوة وسلاح وابنوا لي مسجداً فإني ذاهب إلى قيصر فآتي بجند الروم فأخرج محمداً وأصحابه فبنوا مسجداً إلى جنب مسجد قباء وكان الذي بنوه اثني عشر رجلاً حزام بن خالد ومن داره أخرج إلى المسجد وثعلبة بن حاطب ومعتب بن قشير وأبو حبيبة بن الأرعد وعباد بن حنيف وحارثة وجارية وابناه مجمع وزيد ونبتل بن حارث ولحاد بن عثمان ووديعة بن ثابت فلما فرغوا منه أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : إنا بنينا مسجداً لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة والليلة الشاتية وإنا نحب أن تأتينا فتصلي لنا فيه فدعا بقميصه ليلبسه فيأتيهم فنزل عليه القرآن وأخبر الله عز وجل خبر مسجد الضرار وما هموا به فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك بن الدخشم ومعن بن عدي وعامر بن يشكر والوحشي قاتل حمزة وقال لهم : انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدموه واحرقوه فخرجوا وانطلق مالك وأخذ سعفاً من النخل فأشعل فيه ناراً ثم دخلوا المسجد وفيه أهله فحرقوه وهدموه وتفرق عنه أهله وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ ذلك كناسة تلقى فيها الجيف والنتن والقمامة ومات أبو عامر بالشام وحيداً غريباً .


أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى حدثنا العباس بن إسماعيل بن عبد الله بن ميكال أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي أخبرنا إسماعيل بن زكريا حدثنا داود بن الزبرقان عن صخر بن جويرية عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص عن أبيها قال : إن المنافقين عرضوا بمسجد يبنونه يضاهون به مسجد قباء وهو قريب منه لأبي عامر الراهب يرصدونه إذا قدم ليكون إمامهم فيه فلما فرغوا من بنائه أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : إنا بنينا مسجداً فصل فيه حتى نتخذه مصلى فأخذ ثوبه ليقوم معهم فنزلت هذه الآية (( لا تَقُم فيهِ أَبَداً )) .


قوله تعالى (( إِنَّ اللهَ اِشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم )) قال محمد بن كعب القرظي : لما بايعت الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة بمكة وهم سبعون نفساً قال عبد الله بن رواحة : يا رسول الله اشترط لربك ولنفسك ما شئت فقال : أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم قالوا: فإذا فعلنا ذلك فماذا لنا قال : الجنة قالوا ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل فنزلت هذه الآية .


قوله تعالى (( ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذينَ آَمَنوا أَن يَستَغفِروا لِلمُشرِكينَ )) أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشيرازي أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن حميرويه الهروي أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخزاعي حدثنا أبو اليمان قال : أخبرني شعيب عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال : لما حضر أبا طالب الوفاة دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية فقال : أي عم قل معي لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله فقال أبو جهل وابن أبي أمية : يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شيء كلمهم به على ملة عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لأستغفرن لك ما لم أنه عنه فنزلت (( ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذينَ آَمَنوا أَن يَستَغفِروا لِلمُشرِكينَ وَلَو كانوا أُولِى قُربى مِن بَعدِ ما تَبَيَّنَ لَهُم أَنَّهُم أَصحابُ الجَحيمِ )) رواه البخاري عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري ورواه مسلم عن حرملة عن ابن وهب عن يونس كلاهما عن الزهري .


أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو النيسابوري أخبرنا الحسن بن علي بن مؤمل أخبرنا عمرو بن عبد الله البصري أخبرنا موسى بن عبيدة قال : أخبرنا محمد بن كعب القرظي حدثنا محمد بن عبد الوهاب أخبرنا جعفر بن عون قال : بلغني أنه لما اشتكى أبو طالب شكواه التي قبض فيها قالت له قريش : يا أبا طالب أرسل إلى ابن أخيك فيرسل إليك من هذه الجنة التي ذكرها تكون لك شفاء فخرج الرسول حتى وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر جالساً معه فقال : يا محمد إن عمك يقول إني كبير ضعيف سقيم فأرسل إلي من جنتك هذه التي تذكر من طعامها وشرابها شيئاً يكون لي فيه شفاء فقال أبو بكر إن الله حرمها على الكافرين فرجع إليهم الرسول فقال : بلغت محمداً الذي أرسلتموني به فلم يحر إلى شيئاً .


وقال أبو بكر : إن الله حرمها على الكافرين فحملوا أنفسهم عليه حتى أرسل رسولاً من عنده فوجد الرسول في مجلسه فقال له مثل ذلك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله حرم على الكافرين طعامها وشرابها ثم قام في إثر الرسول حتى دخل معه بيت أبي طالب فوجده مملوءاً رجالاً فقال : خلوا بيني وبين عمي فقالوا : ما نحن بفاعلين ما أنت أحق به منا إن كانت لك قرابة فلنا قرابة مثل قرابتك فجلس إليه فقال : يا عم جزيت عني خيراً يا عم أعني على نفسك بكلمة واحدة أشفع لك بها عند الله يوم القيامة قال : وما هي يا ابن أخي قال : قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له فقال : إنك لي ناصح والله لولا أن تعير بها فيقال : جزع عمك من الموت لأقررت بها عينك قال : فصاح القوم : يا أبا طالب أنت رأس الحنيفية ملة الأشياخ فقال : لا تحدث نساء قريش أن عمك جزع عند الموت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا أزال أستغفر لك ربي حتى يردني فاستغفر له بعد ما مات فقال المسلمون ما يمنعنا أن نستغفر لآبائنا ولذوي قراباتنا قد استغفر إبراهيم لأبيه وهذا محمد صلى الله عليه وسلم يستغفر لعمه فاستغفروا للمشركين حتى نزل (( ما كانَ لِلنَّبيِّ وَالَّذينَ آَمَنوا أَن يَستَغفِروا لِلمُشرِكينَ وَلَو كانوا أُولِى قُربى )) .


أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد الحراني حدثنا محمد بن عبد الله بن نعيم حدثنا محمد بن يعقوب الأموي حدثنا الحر بن نصير حدثنا ابن وهب أخبرنا ابن جريج عن أيوب بن هانيء عن مسروق بن الأجدع عن عبد الله بن مسعود قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر في المقابر وخرجنا معه فأخذنا مجلسنا ثم تخطى القبور حتى انتهى إلى قبر منها فناجاه طويلاً ثم ارتفع وجئنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم باك فبكينا لبكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إنه أقبل إلينا فتلقاه عمر بن الخطاب فقال : يا رسول الله ما الذي أبكاك فقد أبكانا وأفزعنا فجاء فجلس إلينا فقال : أفزعكم بكائي فقلنا : نعم فقال : إن القبر الذي رأيتموني أناجي فيه قبر آمنة بنت وهب وإني استأذنت ربي في زيارتها فأذن لي فيها واستأذنت ربي في الاستغفار لها فلم يأذن لي فيه ونزل (( ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذينَ آَمَنوا أَن يَستَغفِروا لِلمُشرِكينَ )) حتى ختم الآية (( وَما كانَ اِستِغفارُ إِبراهيمَ لأَِبيهِ إِلّا عَن مَّوعِدَةٍ وَعَدَها إِيّاهُ )) فأخذني ما يأخذ الولد للوالدة من الرقة فذلك الذي أبكاني .


قوله تعالى (( وَما كانَ المُؤمِنونَ لِيَنفُروا كافَّةً )) قال ابن عباس في رواية الكلبي : لما أنزل الله تعالى عيوب المنافقين لتخلفهم عن الجهاد قال المؤمنون : والله لا نتخلف عن غزوة يغزوها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا سرية أبداً فلما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسرايا إلى العدو نفر المسلمون جميعاً وتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده بالمدينة فأنزل الله تعالى هذه الآية .


القيصر العاشق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-04-2021, 12:07 PM   #15

عملائي
 
الصورة الرمزية القيصر العاشق

العضوٌﯦﮬﮧ » 12
 التسِجيلٌ » Apr 2021
مشَارَڪاتْي » 133
 نُقآطِيْ » القيصر العاشق is on a distinguished road
افتراضي

سورة يونس


قوله تعالى (( أَكانَ لِلناسِ عَجَباً أَن أَوحَينا إِلى رَجُلٍ مِّنهُم أَن أَنذِرِ الناسَ )) قال ابن عباس : لما بعث الله تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم رسولاً أنكرت الكفار وقالوا : الله أعظم من أن يكون رسوله بشراً مثل محمد فأنزل الله تعالى هذه الآية .


قوله تعالى (( وَإِذا تُتلى عَلَيهُم آَياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذينَ لا يَرجونَ لِقاءَنا )) قال مجاهد : نزلت في مشركي مكة .


قال مقاتل : وهم خمسة نفر عبد الله بن أبي أمية المخزومي والوليد بن المغيرة ومكرز بن حفص وعمرو بن عبد الله بن أبي قيس العامري والعاص بن عامر قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : ائت بقرآن ليس فيه ترك عبادة اللات والعزى .


وقال الكلبي : نزلت في المستهزئين قالوا : يا محمد ائت بقرآن غير هذا فيه ما نسألك
القيصر العاشق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-04-2021, 02:23 PM   #16

عملائي
 
الصورة الرمزية القيصر العاشق

العضوٌﯦﮬﮧ » 12
 التسِجيلٌ » Apr 2021
مشَارَڪاتْي » 133
 نُقآطِيْ » القيصر العاشق is on a distinguished road
افتراضي

سورة هود


قوله تعالى (( أَلا إِنَّهُم يَثنونَ صُدورَهُم )) نزلت في الأخنس بن شريق وكان رجلاً حلو الكلام حلو المنظر يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يحب ويطوي بقلبه ما يكره .


وقال الكلبي : كان يجالس النبي صلى الله عليه وسلم يظهر له أمراً يسره ويضمر في قلبه خلاف ما يظهر فأنزل الله تعالى (( أَلا إِنَّهُم يَثنونَ صُدورَهُم )) يقول يكنون ما في صدورهم من العداوة لمحمد صلى الله عليه وسلم. قوله تعالى (( وَأَقِمِ الصَلاةَ طَرَفَيِ النَهارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيلِ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَيِّئاتِ )) .


أخبرنا الأستاذ أبو منصور البغدادي قال : أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال : حدثنا إبراهيم بن علي قال : حدثنا يحيى بن يحيى قال : حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن عبد الله قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن عالجت امرأة في أقصى المدينة وإني أصبت منها ما دون أن آتيها وأنا هذا فاقض في ما شئت قال : فقال عمر : لقد سترك الله لو سترت نفسك فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق الرجل فأتبعه رجلاً ودعاه فتلا عليه هذه الآية فقال رجل : يا رسول الله هذا له خاصة قال : لا بل للناس كافة رواه مسلم عن يحيى ورواه البخاري .


وأخبرنا عمر بن أبي عمر أخبرنا محمد بن مكي أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل حدثنا بشر بن يزيد بن زريع قال : حدثنا سليمان التميمي عن أبي عثمان النهدي عن ابن مسعود أن رجلاً أصاب من امرأة قبلة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فأنزل الله تعالى هذه الآية (( أَقِمِ الصَلاةَ طَرَفَيِ النَهارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيلِ )) إلى آخر الآية فقال الرجل : ألي هذه قال : لمن عمل بها من أمتي .


أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل قال : حدثنا محمد بن يعقوب الأموي قال : حدثنا العباس الدوري حدثنا أحمد بن حنبل المروزي قال : حدثنا ابن المبارك قال : حدثنا سويد قال : أخبرنا عثمان بن مؤمن عن موسى بن طلحة عن أبي اليسر بن عمرو قال : أتتني امرأة وزوجها بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في بعث فقالت بعني بدرهم تمراً قال : فأعجبتني فقلت : إن في البيت تمراً هو أطيب من هذا فالحقيني فغمزتها وقبلتها فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقصصت عليه الأمر فقال : خنت رجلاً غازياً في سبيل الله في أهله بهذا وأطرق عني فظننت أني من أهل النار وأن الله لا يغفر لي أبداً وأنزل الله تعالى (( أَقِمِ الصَلاةَ طَرَفَيِ النَهارِ )) فأرسل إلي النبي صلى الله عليه وسلم فتلاها علي .


أخبرنا نصر بن بكر بن أحمد الواعظ قال : أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد السجزي قال : أخبرنا محمد بن أيوب الرازي قال : أخبرنا علي بن عثمان وموسى بن إسماعيل وعبيد الله بن العاصم واللفظ لعلي قالوا : أخبرنا حماد بن سلمة قال : حدثنا علي بن يزيد عن يوسف بن ماهان عن ابن عباس أن رجلاً أتى عمر فقال : إن امرأة جاءتني تبايعني فأدخلتها الدولج فأصبت منها كل شيء إلا الجماع فقال : ويحك لعلها مغيب في سبيل الله قلت : أجل قال : ائت أبا بكر فقال ما قال لعمر ورد عليه مثل ذلك وقال : ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسله فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مثل ما قال لأبي بكر وعمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعلها مغيب في سبيل الله فقال : نعم فسكت عنه ونزل القرآن (( أَقِمِ الصَلاةَ طَرَفَيَ النَهارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيلِ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَيِّئاتِ )) فقال الرجل : ألي خاصة يا رسول الله أم للناس عامة فضرب عمر صدره وقال : لا ولا نعمة عين ولكن للناس عامة فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : صدق عمر .


أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد الطوسي قال : حدثنا علي بن عمر الحافظ قال : حدثنا الحبر بن إسماعيل المحاملي قال : حدثنا يوسف بن موسى قال : حدثنا جرير عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل أنه كان قاعداً عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فقال : يا رسول الله ما تقول في رجل أصاب من امرأة لا تحل له فلم يدع شيئاً يصيبه الرجل من امرأته إلا قد أصابه منها إلا أنه لم يجامعها فقال : توضأ وضوءاً حسناً ثم قم فصل قال : فأنزل الله تعالى هذه الآية (( أَقِمِ الصَلاةَ طَرَفَيِ النَهارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيلِ )) إلى آخرها فقال معاذ بن جبل: أهي له أم للمسلمين عامة فقال : بل هي للمسلمين عامة .


أخبرنا الأستاذ أبو طاهر الروزباري قال : أخبرنا حاجب بن أحمد قال : أخبرنا عبد الرحيم بن منيب قال : حدثنا الفضل بن موسم الشيباني قال : حدثنا سفيان الثوري عن سماك بن حرب عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن سويد عن ابن مسعود أنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني أصبت من امرأة غير أني لم آتها فأنزل الله تعالى (( أَقِمِ الصَلاةَ طَرَفَيِ النَهارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيلِ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَيِّئاتِ )) .


قوله تعالى (( وَكَأَيِّن مِّن دابَّةٍ لا تَحمِلُ رِزقَها )) أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد التميمي قال : أخبرنا أبو محمد بن حيان قال : أخبرنا أحمد بن جعفر الجمال قال : أخبرنا عبد الواحد بن محمد البجلي قال : أخبرنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا الحجاج بن منهال عن الزهري عن عبد الرحيم بن عطاء عن عطاء عن ابن عمر قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل بعض حيطان الأنصار فجعل يلقط من التمر ويأكل فقال: يا ابن عمر ما لك لا تأكل فقلت: لا أشتهيه يا رسول الله فقال : لكني أشتهيه وهذه صبيحة رابعة ما ذقت طعاماً ولو شئت لدعوت ربي فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت في قوم يخبئون رزق سنتهم ويضعف اليقين قال : فوالله ما برحنا حتى نزلت (( وَكَأَيِّن مِّن دابَّةٍ لّا تَحمِلُ رِزقَها اللهُ يَرزُقُها وَإِيّاكُم وَهُوَ السَميعُ العَليمُ ))
القيصر العاشق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-04-2021, 02:24 PM   #17

عملائي
 
الصورة الرمزية القيصر العاشق

العضوٌﯦﮬﮧ » 12
 التسِجيلٌ » Apr 2021
مشَارَڪاتْي » 133
 نُقآطِيْ » القيصر العاشق is on a distinguished road
افتراضي

سورة يوسف

قوله تعالى (( نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ )) أخبرنا عبد القاهر بن طاهر قال : أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال : أخبرنا جعفر بن محمد بن الحسن القاص قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال : حدثنا عمرو بن محمد القرشي قال : حدثنا خلاد بن مسلم الصفار عن عمرو بن قيس الملائي عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص في قوله عز وجل (( نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ )) قال : أنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاه عليهم زماناً فقالوا : يا رسول الله لو قصصت فأنزل الله تعالى (( الَرَ تِلكَ آَياتُ الكِتابِ المُبينِ )) إلى قوله (( نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ )) فتلاه عليهم زماناً فقالوا : يا رسول الله لو حدثتنا فأنزل الله تعالى (( اللهُ نَزَّلَ أَحسَنَ الحَديثِ كِتاباً مُّتَشابِهاً )) قال : كل ذلك ليؤمنوا بالقرآنرواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن أبي بكر العنبري عن محمد بن عبد السلام عن إسحاق بن إبراهيم .

وقال عون بن عبد الله : مل أصحاب رسول الله ملة فقالوا : يا رسول الله حدثنا فأنزل الله تعالى (( اللهُ نَزَّلَ أَحسَنَ الحَديثِ )) قال : ثم إنهم ملوا ملة أخرى فقالوا : يا رسول الله فوق الحديث ودون القرآن يعنون القصص فأنزل الله تعالى (( نَحنُ نَقُّصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ )) فأرادوا الحديث فدلهم على أحسن الحديث وأرادوا القصص فدلهم على أحسن القصص .
القيصر العاشق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-04-2021, 02:25 PM   #18

عملائي
 
الصورة الرمزية القيصر العاشق

العضوٌﯦﮬﮧ » 12
 التسِجيلٌ » Apr 2021
مشَارَڪاتْي » 133
 نُقآطِيْ » القيصر العاشق is on a distinguished road
افتراضي

سورة الرعد

قوله تعالى (( وَيُرسِلُ الصَواعِقَ فَيُصيبُ بِها مَن يَشاءُ )) أخبرنا نصر بن أبي نصر الواعظ قال : أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن نصر قال : أخبرنا محمد بن أيوب الرازي قال : أخبرنا عبد الله بن عبد الوهاب قال : حدثنا علي بن أبي سارة الشيباني قال : حدثنا ثابت عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً مرة إلى رجل من فراعنة العرب فقال : اذهب فادعه لي فقال : يا رسول الله إنه أعتى من ذلك قال : اذهب فادعه لي قال : فذهب إليه فقال : يدعوك رسول الله قال وما الله أمن ذهب هو أو من فضة أو من نحاس قال : فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره وقال : وقد أخبرتك أنه أعتى من ذلك فقال لي كذا وكذا فقال : ارجع إليه الثانية فادعه فرجع إليه فعاد عليه مثل الكلام الأول فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال : ارجع إليه فرجع الثالثة فأعاد عليه ذلك الكلام فبينا هو يكلمني إذ بعثت إليه سحابة حيال رأسه فرعدت فوقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه فأنزل الله تعالى (( وَيُرسِلُ الصَواعِقَ فَيُصيبُ بِها مَن يَشاءُ وَهُم يُجادِلونَ في اللهِ وَهوَ شَديدُ المِحالِ )) .

وقال ابن عباس في رواية أبي صالح وابن جريج وابن زيد : نزلت هذه الآية والتي قبلها في عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة وذلك أنهما أقبلا يريدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله هذا عامر بن طفيل قد أقبل نحوك فقال دعه فإن يرد الله به خيراً يهده فأقبل حتى قام عليه فقال : يا محمد ما لي إن أسلمت قال : لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم قال : تجعل لي الأمر بعدك قال لا ليس ذلك إلي إنما ذلك إلى الله يجعله حيث يشاء قال : فتجعلني على الوبر وأنت على المدر قال : لا قال : فماذا تجعل لي قال : أجعل لك أعنة الخيل تغزو عليها قال : أوليس ذلك إلي اليوم وكان أوصى أربد بن ربيعة إذا رأيتني أكلمه فدر من خلفه واضربه بالسيف فجعل يخاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويراجعه فدار أربد خلف النبي صلى الله عليه وسلم ليضربه فاخترط من سيفه شبراً ثم حبسه الله تعالى فلم يقدر على سله وجعل عامر يومئ إليه فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى أربد وما يصنع بسيفه فقال : اللهم اكفنيهما بما شئت فأرسل الله تعالى على أربد صاعقة في يوم صائف صاح فأحرقته وولى عامر هارباً وقال : يا محمد دعوت ربك فقتل أربد والله لأملأنها عليك خيلاً جرداً وفتياناً مرداً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يمنعك الله تعالى من ذلك وابنا قيلة يريد الأوس والخزرج فنزل عامر بيت امرأة سلولية فلما أصبح ضم عليه سلاحه فخرج وهو يقول : واللات لئن أصحر محمد إلي وصاحبه يعني ملك الموت لأنفذنهما برمحي فلما رأى الله تعالى ذلك منه أرسل ملكاً فلطمه بجناحيه فأذراه في التراب وخرجت على ركبته غدة في الوقت كغدة البعير فعاد إلى بيت السلولية وهو يقول : غدة كغدة البعير وموت في بيت السلولية ثم مات على ظهر فرسه وأنزل الله تعالى فيه هذه القصة (( سَواءٌ مِّنكُم من أَسَرَّ القَولَ وَمَن جَهَرَ بِهِ )) حتى بلغ (( وَما دُعاءُ الكافِرينَ إِلّا في ضَلالٍ )) .

قوله تعالى (( وَهُم يَكفُرونَ بِالرَحمَنِ )) قال أهل التفسير : نزلت في صلح الحديبية حين أرادوا كتاب الصلح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اكتب بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم فقال سهيل بن عمرو والمشركون : ما نعرف الرحمن إلا صاحب اليمامة يعنون مسيلمة الكذاب اكتب باسمك اللهم وهكذا كانت الجاهلية يكتبون فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية .

وقال ابن عباس في رواية الضحاك : نزلت في كفار قريش حين قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : اسجدوا للرحمن قالوا : وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال : قل لهم إن الرحمن الذي أنكرتم معرفته هو ربي لا إله إلا هو .

قوله تعالى (( وَلَو أَنَّ قُرآَناً سُيِّرَت بِهِ الجِبالُ )) أخبرنا محمد بن عبد الرحمن النحوي قال : أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحيري قال : أخبرنا أبو يعلى قال : أخبرنا محمد بن إسماعيل بن ثملة الأنصاري حدثنا خلف بن تميم عن عبد الجبار بن عمر الأبلى عن عبد الله بن عطاء عن جدته أم عطاء مولاة الزبير قالت : سمعت الزبير بن العوام يقول : قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: تزعم أنك نبي يوحى إليك وأن سليمان سخر له الريح وأن موسى سخر له البحر وأن عيسى كان يحيي الموتى فادع الله تعالى أن يسير عنا هذه الجبال ويفجر لنا في الأرض أنهاراً فنتخذها محارث ومزارع ونأكل وإلا فادع أن يحيي لنا موتانا فنكلمهم ويكلمونا وإلا فادع الله أن يصير هذه الصخرة التي تحتك ذهباً فننحت منها وتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف فإنك تزعم أنك كهيئتهم فبينا نحن حوله إذ نزل عليه الوحي فلما سري عنه قال : والذي نفسي بيده لقد أعطاني ما سألتم ولو شئت لكان ولكنه خيرني بين أن تدخلوا في باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا عن باب الرحمة فاخترت باب الرحمة وأخبرني إن أعطاكم ذلك ثم كفرتم أنه معذبكم عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين فنزلت (( وَما مَنَعَنا أَن نُّرسِلَ بِالآَياتِ إِلّا أَن كَذَّبَ بِها الأَوَّلونَ )) ونزلت (( وَلَو أَنَّ قُرآَناً سُيِّرَت بِهِ الجِبالُ )).

قوله تعالى (( وَلَقَد أَرسَلنا رُسُلاً مِن قَبلِكَ وَجَعَلنا لَهُم أَزواجاً )) قال الكلبي : عيرت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت : ما نرى لهذا الرجل مهمة إلا النساء والنكاح ولو كان نبياً كما زعم لشغله أمر النبوة عن النساء فأنزل الله تعالى هذه الآية .
القيصر العاشق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
نزول, أسباب, القرآن, الكريم


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 11:06 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
This Forum used Arshfny Mod by islam servant