لمسه ديزاين | لخدمات التصميم

لمسه ديزاين | لخدمات التصميم (https://www.lmsa-des.com/vb/index.php)
-   نبضآت إسلآمِيـہ ~• (https://www.lmsa-des.com/vb/forumdisplay.php?f=19)
-   -   الصبر على أقدار الله (https://www.lmsa-des.com/vb/showthread.php?t=161)

العطر 18-04-2021 12:42 AM

الصبر على أقدار الله
 
وبهذا التعريف يتبيَّن أن الأمر الأول والثاني مرتبطٌ بصبر الأبدان وصبر النفس معًا، والأمر الثالث مرتبط بصبر النفس فقط، فأقدار الله - تعالى - المؤلمة لا تحتاج إلى صبر البدن، بل تحتاج إلى صبر النفس؛ لأن القلب والروح والعقل هي ما يتأثَّر بأقدار الله - تعالى - كفقدِ حبيبٍ، أو فقد مال، فهذا يحتاج إلى صبر النفس حتى لا يجزع المسلم، ولا يتحدث اللسان بما يُسخِط الله - تعالى - ولا يفعل بجوارحه ما يُغضِب الله - تعالى - ولا يكون في قلبه شيء على الله - تعالى - ويكون منشرحَ الصدر بهذه المصيبة ويرضى بها رضاءً تامًّا، وكأنه لم يُصِبْه شيء، ومِن أقدار الله - تعالى - نزولُ الفقر على المسلم، فهنا تقومُ النفس منتفضةً تكلِّم الجوارح بالصبر، وعدم الجزع، والرضا بهذا الأمر، والصبر على بُعْد حبيب من الأقدار المؤلمة أيضًا؛ لذلك فإن النفس تُمسِك عن الانفلات، ومِن الأقدار المؤلمة الإهانة والذل، ولكن النفس تمسك عن الغضب، ولا تنزلق تحت تبعات الشيطان، فتعطي للجوارح رسالة مُفَادها أن الله - تعالى - قادرٌ على كل شيء، وتتخذ الرسول - صلى الله عليه وسلم - قدوة، فقد قال الله - تعالى - له: ﴿ وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا ﴾ [المزمل: 10]، وقال - تعالى -: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155]، فالخوف هنا يدخل تحت أنواع البلاء، ويحتاج إلى صبر النفس، لا صبر البدن؛ لأن الخوف اقشعرار القلب وارتجافه؛ لفقده الأمن، وهو أعظم من الجوع.



وإذا سألني سائل: ما علاقة الصبر على الخوف بالنصر على الأعداء؟

أجيب بكل يسر: إن الصبر على الخوف بأن يمتلك الإنسان قلبه، ولا ينظر إلى ما يقدره الله - تعالى - له، فإن القلب ينبض ويتحرك، ولا يضره أذى أو ارتجاف أمام الأعداء، فترى الإنسان واقفًا في ميدان المعركة كالأسد الجسور، فلا ينظر إلى الأهوال وعظام الأمور، فيتقبل الموت بصدر رحب يهاجم الأعداء دون خوف أو تردُّد.



وإذا سألني سائل أيضًا، وقال: هناك من الأقدار المؤلمة التي هي في الأصل تحتاج إلى صبر الأبدان؛ كالمرض، أو الأذى الذي يحدث للبدن؛ كاصطدامه بشيء، أو شوكة يشاكها، فماذا تقول في ذلك؟

أجيب قائلاً: بأن هذا النوع من الأقدار يحتاج بشدة إلى صبر البدن، ولكن كما قلتُ سابقًا - وسأوضح ذلك لاحقًا في النوع الثاني من الصبر وهو صبر البدن - إن صبر الأبدان يحتاج إلى صبر النفس؛ لأن النفس هي التي تساعده وتعينه، لأنها هي التي تحدِّثه بالإمساك عن ألمه، وعدم الجزع حتى تخف الآلام والأوجاع بالبدن؛ لأنه بدون صبر النفس لا يمكن للبدن أن يستمر في الإمساك عن الأوجاع، فالنفس هي المفتاح لصبر البدن، فضلاً عن أنها هي التي تتحدَّث مع البدن في مصابه، وتخفِّف عنه الآلام، وهذا يشبه احتياج الإنسان إلى داعٍ يدعوه إلى الخير، فصبر النفس هو الصديق لصبر البدن.


LMSA 18-04-2021 01:00 AM

- جزَاك الله جنّةٌ عرضهُا كَعرضِ السموَات والأرض
ولآ حَرمك الأَجر وأبهَج قَلبك https://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1 (218).gif .


الساعة الآن 03:32 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
This Forum used Arshfny Mod by islam servant