في رمضان: تُفتح أبواب السماء.
قال العلماء: تقريبًا للرحمة إلى العباد.
ولعلّه أيضا: لِكثرة ما يُرفَع مِن أعمال الخير، ولِكثرة ما يَنزل مِن الملائكة.
في رمضان: تُفتح أبواب الجنان.
في رمضان: تُغلق أبواب النيران.
في رمضان: ليلة هي خير من ألف شهر.
وفيها تُقسَم الأرزاق، وتُصرّف الأقدار؛ قال ابن عباس: يُكتب في أُمِّ الْكِتَابِ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ مَا هُوَ كَائِنٌ
فِي السَّنَةِ مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَالأَرْزَاقِ وَالآجَالِ حَتَّى الْحُجَّاج ِ، يُقَال ُ: يَحُجُّ فُلانٌ وَيَحُجُّ فُلان.
قَالَ الْحَسَنُ وَمُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ: يُبْرَمُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ كُلُّ أَجَلٍ
وَعَمَلٍ وَخَلْقٍ وَرِزْق ٍ، وَمَا يَكُونُ فِي تِلْكَ السَّنَة.
في ليلة القَدْر: تحدث آية كونية لا تَحدث إلاّ مرّة في العام، وهي تَقَع صبيحة ليلة القَدْر:
" تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها "، كما في صحيح مسلم.
وليس في الشمس فحسب، بل حتى القمر، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: تذاكرنا ليلة القدر
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيكم يذكر حين طلع القمر، وهو مثل شق جفنة؟ رواه مسلم.
فالآيتان (الشمس والقمر) يَعتريهما تلك الليلة وبعدها تغيّر ملحوظ.
في رمضان:تتنزل الملائكة إلى الأرض ليلة القَدْر بِكثرة، وفي الحديث:
" إن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض مِن عدد الحصى "، كما عند ابن خزيمة.
هل تخيّلت كثرة الحصى في الأرض؟
وهذا دالّ على: عَظَمة الباري سبحانه وتعالى، وعلى عِظَم قَدْر تلك الليلة.
في رمضان:تُضاعَف الحسنات
في رمضان:تُعَان على الخيرات
في رمضان: دعوات مستجابات
في رمضان: عِتق من النار، " وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ ".
في رمضان: فَرحَة للصائم
في رمضان: فَرْض العَمل الذي اختص الله نفسه به
" إلاّ الصوم؛ فإنه لي وأنا أجزي به " كما في الصحيحين.
في رمضان: تُصفّد وتُغلّ وتُسلسل الشياطين
رمضان: شَهْرٌ مُبَارَك، يُبشَّر الناس بِقُدومه:
قال أبو هُرَيْرَة رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ:
" قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ "، رواه الإمام أحمد.
في رمضان: " يُنَادِي مُنَادٍ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ هَلُمَّ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ "
كما في مصنف ابن أبي شيبة ومسند الإمام أحمد.
____________________
في رمضان: نَزَلَت الكُتب الإلهية:
" أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ
مِنْ رَمَضَانَ، وَالْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ
خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ "، كما في مسند الإمام أحمد.
رمضان: شهر القرآن، وفيه نَزَل القرآن:
كلّ هذا الاحتفاء في العالم العلوي والسُّفليّ لِعِظَم ما نَزَل في رمضان
﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185]
كلام العظيم عَظيم..
والحفاوة بِقَدْر مَن نَزَل بك مِن ضَيْف.. فإن كان الضيف كبير القَدْر أنزَلْته مَنزِلًا يَلِيق به..
وكذلك القرآن.. خير الكُتب نَزَل في رمضان على خير البشر؛ فصار رمضان خير الشهور.
وقد وُصِف القرآن بأنه كريم وبأنه مجيد، وبأنه عظيم
قال القرطبي: (إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ) ذَكَر الْمُقسَم عليه، أي: أُقْسِم بِمَواقِع النجوم إن هذا القرآن قرآن كريم
ليس بِسحر ولا كِهانة، وليس بِمُفْتَرَى، بل هو قرآن كريم محمود، جَعَله الله تعالى مُعجزة لِنَبِيّه
صلى الله عليه وسلم، وهو كريم على المؤمنين؛ لأنه كلام ربهم، وشفاء صدورهم، كريم
على أهل السماء، لأنه تنزيل ربهم وَوَحْيه. اهـ.
ولَمّا اشتملَت آية الكرسي على وَصْف عَظَمَة العَظيم جلّ جلاله؛ كانَتْ أعظَم آية في كتاب الله.