العودة   لمسه ديزاين | لخدمات التصميم > الْرُكْن الإِسْلاَمي > نبضآت إسلآمِيـہ ~•

نبضآت إسلآمِيـہ ~• كل مايتعلق بديننا الاسلامي الحنيف على نهج اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-04-2021, 02:31 PM   #25

عملائي
 
الصورة الرمزية القيصر العاشق

العضوٌﯦﮬﮧ » 12
 التسِجيلٌ » Apr 2021
مشَارَڪاتْي » 133
 نُقآطِيْ » القيصر العاشق is on a distinguished road
افتراضي

سورة طه

قوله عز وجل (( طَهَ ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآَنَ لِتَشقى )) قال مقاتل : قال : أبو جهل والنضر بن الحرث للنبي صلى الله عليه وسلم : إنك لتشقى بترك ديننا وذلك لما رأياه من طول عبادته واجتهاده فأنزل الله تعالى هذه الآية .

أخبرنا أبو بكر الحارثي قال : أخبرنا أبو الشيخ الحافظ قال : أخبرنا أبو يحيى قال : حدثنا العسكري قال : حدثنا أبو مالك عن جرير عن الضحاك قال : لما نزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم قام هو وأصحابه فصلوا فقال كفار قريش : ما أنزل الله تعالى هذا القرآن على محمد عليه الصلاة والسلام إلا ليشقى به فأنزل الله تعالى (( طَهَ )) يقول : يا رجل (( ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقى )) .

قوله تعالى (( وَلا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ )) أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي قال : أخبرنا شعيب بن محمد البيهقي قال : أخبرنا مكي بن عبدان قال : حدثنا أبو الأزهر قال : حدثنا روح عن موسى بن عبيدة الزبدي قال : أخبرني يزيد بن عبد الله بن فضيل عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ضيفاً نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني فأرسلني إلى رجل من اليهود يبيع طعاماً يقول لك محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم : نزل بنا ضيف ولم يلق عندنا بعض الذي نصلحه فبعني كذا وكذا من الدقيق أو سلفني إلى هلال رجب فقال اليهودي : لا أبيعه ولا أسلفه إلا برهن قال : فرجعت إليه فأخبرته قال : والله إني لأمين في السماء أمين في الأرض ولو أسلفني أو باعني لأديت إليه اذهب بدرعي ونزلت هذه الآية تعزية له عن الدنيا (( وَلا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ إِلى ما مَتَعنا بِهِ أَزواجاً مِنهُم )) .
القيصر العاشق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-04-2021, 02:32 PM   #26

عملائي
 
الصورة الرمزية القيصر العاشق

العضوٌﯦﮬﮧ » 12
 التسِجيلٌ » Apr 2021
مشَارَڪاتْي » 133
 نُقآطِيْ » القيصر العاشق is on a distinguished road
افتراضي

سورة الأنبياء

قوله تعالى (( إِنَّ الَّذينَ سَبَقَت لَهُم مِّنّا الحُسنى )) أخبرنا عمر بن أحمد بن عمر الأوردي قال : أخبرنا عبد الله بن محمد نصير الرازي قال : أخبرنا محمد بن أيوب قال : أخبرنا علي بن المديني قال : أخبرنا يحيى بن نوح قال : أخبرنا أبو بكر بن عياش عن عاصم قال : أخبرني أبو زرين عن يحيى عن ابن عباس قال : آية لا يسألني الناس عنها لا أدري أعرفوها فلم يسألوا عنها أو جهلوها فلا يسألون عنها قال : وما هي قال : لما نزلت (( إِنَكُم وَما تَعبُدونَ مِن دونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُم لَها وَارِدونَ )) شق على قريش فقالوا : أيشتم آلهتنا فجاء ابن الزبعري فقال : ما لكم قالوا يشتم آلهتنا قال فما قال قالوا قال : (( إِنَكُم وَما تَعبُدونَ مِن دونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُم لَها وارِدونَ )) قال : ادعوه لي فلما دعي النبي صلى الله عليه وسلم قال : يا محمد هذا شيء لآلهتنا خاصة أو لكل من عبد من دون الله قال : بل لكل من عبد من دون الله فقال ابن الزبعري : خصمت ورب هذه البنية يعني الكعبة ألست تزعم أن الملائكة عباد صالحون وأن عيسى عبد صالح وهذه بنو مليح يعبدون الملائكة وهذه النصارى يعبدون عيسى عليه السلام وهذه اليهود يعبدون عزيراً قال : فصاح أهل مكة فأنزل الله تعالى (( إِنَّ الَّذينَ سَبَقَت لَهُم مِّنّا الحُسنى )) الملائكة وعيسى وعزير عليهم السلام (( أُولَئِكَ عَنها مُّبعَدونَ )) .
القيصر العاشق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-04-2021, 02:34 PM   #27

عملائي
 
الصورة الرمزية القيصر العاشق

العضوٌﯦﮬﮧ » 12
 التسِجيلٌ » Apr 2021
مشَارَڪاتْي » 133
 نُقآطِيْ » القيصر العاشق is on a distinguished road
افتراضي

سورة الحج

قوله تعالى (( وَمِنَ الناسِ مَن يَعبُدُ اللهَ عَلى حَرفٍ )) قال المفسرون : نزلت في أعراب كانوا يقدمون على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجرين من باديتهم وكان أحدهم إذا قدم المدينة فإن صح بها ونتجت فرسه مهراً حسناً وولدت امرأته غلاماً وكثر ماله وماشيته أمن به واطمأن وقال : ما أصبت منذ دخلت في ديني هذا إلا خيراً وإن أصابه وجع المدينة وولدت امرأته جارية وأجهضت رماكه وذهب ماله وتأخرت عنه الصدقة أتاه الشيطان فقال : والله ما أصبت منذ كنت على دينك هذا إلا شراً فينقلب عن دينه فأنزل الله تعالى (( وَمِنَ الناسِ مَن يَعبُدُ اللهَ عَلى حَرفٍ )) .

وروى عطية عن أبي سعيد الخدري قال : أسلم رجل من اليهود فذهب بصره وماله وولده وتشاءم بالإسلام فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أقلني فقال : إن الإسلام لا يقال فقال : إني لم أصب في ديني هذا خيراً أذهب بصري ومالي وولدي فقال : يا يهودي إن الإسلام يسبك الرجال كما تسبك النار خبث الحديد والفضة والذهب قال : ونزلت (( وَمِنَ الناسِ مَن يَعبُدُ اللهَ عَلى حَرفٍ )) .

قوله تعالى (( هَذانِ خَصمَانِ اِختَصَموا في رَبِّهِم )) أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المزكي قال : أخبرنا عبد الملك بن الحسن بن يوسف قال : أخبرنا يوسف بن يعقوب القاضي قال : أخبرنا عمر بن مرزوق قال : أخبرنا شعبة عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عبادة قال : سمعت أبا ذر يقول : أقسم بالله لنزلت ((هَذانِ خَصمَانِ اِختَصَموا في رَبِّهِم )) في هؤلاء الستة حمزة وعبيد وعلي بن أبي طالب وعتبة وشيبة والوليد بن ربيعة رواه البخاري عن حجاج بن منهال عن هشيم بن هاشم .

أخبرنا أبو بكر الحرث قال : أخبرنا أبو الشيخ الحافظ قال : أخبرنا محمد بن سليمان قال : أخبرنا هلال بن بشر قال : أخبرنا يوسف بن يعقوب قال : أخبرنا سليم التيمي عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن علي قال : فينا نزلت هذه الآية وفي مبارزتنا يوم بدر (( هَذانِ خَصمانِ اِختَصَموا )) إلى قوله (( الحَريقِِ )) .

قال ابن عباس : هم أهل الكتاب قالوا للمؤمنين : نحن أولى بالله منكم وأقدم منكم كتاباً ونبينا قبل نبيكم .

وقال المؤمنون نحن أحق بالله آمنا بمحمد عليه الصلاة والسلام وآمنا بنبيكم وبما أنزل من كتاب فأنتم تعرفون نبينا ثم تركتموه وكفرتم به حسداً وكانت هذه خصومتهم فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية وهذا قول قتادة .

قوله تعالى (( أُذِنَ لِلَّذينَ يُقاتَلونَ بِأَنَّهُم ظُلِموا )) قال المفسرون كان مشركوا أهل مكة يؤذون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يزالون يجيئون من مضروب ومشجوج فشكوهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول لهم : اصبروا فإني لم أومر بالقتال حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى هذه الآية .

وقال ابن عباس : لما أخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر رضي الله : إنا لله لنهلكن فأنزل الله تعالى (( أُذِنَ لِلَّذينَ يُقاتَلونَ )) قال أبو بكر : فعرفت أنه سيكون قتال .

قوله تعالى (( وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَّسولٍ وَلا نَبِيٍّ )) قال المفسرون : لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم تولي قومه عنه وشق عليه ما رأى من مباعدتهم عما جاءهم به تمنى في نفسه أن يأتيه من الله تعالى ما يقارب به بينه وبين قومه وذلك لحرصه على إيمانهم فجلس ذات يوم في ناد من أندية قريش كثير أهله وأحب يومئذ أن يأتيه من الله تعالى شيء ينفر عنه وتمنى ذلك فأنزل الله تعالى (( وَالنَجمِ إِذا هَوى )) فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ (( أَفَرَأَيتُمُ اللّاتَ وَالعُزّى وَمَناتَ الثالِثَةَ الأُخرى )) ألقى الشيطان على لسانه لما كان يحدث به نفسه وتمناه : تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى فلما سمعت قريش ذلك فرحوا ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في قراءته فقرأ السورة كلها وسجد في آخر السورة فسجد المسلمون بسجوده وسجد جميع مَن في المسجد من المشركين فلم يبق في المسجد مؤمن ولا كافر إلا سجد إلا الوليد بن المغيرة وأبا أحيحة سعيد بن العاص فإنهما أخذا حفنة من البطحاء ورفعاها إلى جبهتهما وسجدا عليها لأنهما كانا شيخين كبيرين فلم يستطيعا السجود .

وتفرقت قريش وقد سرهم ما سمعوا وقالوا : قد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر وقالوا : قد عرفنا أن الله يحيي ويميت ويخلق ويرزق لكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده فإن جعل لها محمداً نصيباً فنحن معه فلما أمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام فقال : ماذا صنعت ! تلوت على الناس ما لم آتك به عن الله سبحانه وتعالى وقلت ما لم أقل لك فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً وخاف من الله خوفاً كبيراً فأنزل الله تعالى هذه الآية فقالت قريش : ندم محمد عليه الصلاة والسلام على ما ذكر من منزلة آلهتنا عند الله فازدادوا شراً إلى ما كانوا عليه .

أخبرنا أبو بكر الحارثي قال : أخبرنا أبو بكر بن حيان قال : أخبرنا أبو يحيى الرازي قال : أخبرنا سهل العسكري قال : أخبرنا يحيى عن عثمان بن الأسود عن سعيد بن جبير قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أَفَرَأَيتُمُ اللّاتَ وَالعُزَّى وَمَناتَ الثالِثَةَ الأُخرى )) فألقى الشيطان على لسانه تلك الغرانيق العلى وشفاعتهن ترتجى ففرح بذلك المشركون وقالوا : قد ذكر آلهتنا فجاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : اعرض علي كلام الله فلما عرض عليه فقال : أما هذا فلم آتك به هذا من الشيطان فأنزل الله تعالى (( وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِنرَّسولٍ وَلا نَبِيٍّ )) .
القيصر العاشق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-04-2021, 02:35 PM   #28

عملائي
 
الصورة الرمزية القيصر العاشق

العضوٌﯦﮬﮧ » 12
 التسِجيلٌ » Apr 2021
مشَارَڪاتْي » 133
 نُقآطِيْ » القيصر العاشق is on a distinguished road
افتراضي

سورة المؤمنون

قوله عز وجل (( قَد أَفلَحَ المُؤمِنونَ )) أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسين الحيري إملاء قال : أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي قال : أخبرنا محمد بن حماد الأبيوردي قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا يونس بن سليمان قال : أملى يونس الإيلي عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : كان إذا أنزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع عند وجهه دوي كدوي النحل فمكثنا ساعة فاستقبل القبلة ورفع يديه فقال : اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا وارض عنا ثم قال : لقد أنزلت علينا عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ثم قرأ (( قَد أَفلَحَ المُؤمِنونَ )) إلى عشر آيات رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن أبي بكر القطيعي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن عبد الرزاق .

قوله عز وجل (( الَّذينَ هُم في صَلاتِهِم خاشِعونَ )) أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد العطار قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن نعيم قال : حدثني أحمد بن يعقوب الثقفي قال : أخبرنا أبو شعيب الحراني قال : أخبرنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء فنزل (( الَّذينَ هُم في صَلاتِهِم خاشِعونَ )) .

قوله تعالى(( فَتَبارَكَ اللهُ أَحسَنُ الخالِقينَ )) أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الحافظ قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن حيان قال : أخبرنا محمد بن سليمان قال : أخبرنا أحمد بن عبد الله بن سويد بن منجوف قال : أخبرنا أبو داود عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن أنس بن مالك قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : وافقت ربي في أربع قلت : يا رسول الله لو صلينا خلف المقام فأنزل الله تعالى (( وَاِتَّخِذوا مِن مَّقامِ إِبراهيمَ مُصَلّى )) وقلت : يا رسول الله لو اتخذت على نسائك حجاباً فإنه يدخل عليك البر والفاجر فأنزل الله تعالى (( وَإِذا سَأَلتُموهُنَّ مَتاعاً فاسأَلُوهُنَّ مِن وَراءِ حِجابٍ )) وقلت لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم لتنتهن أو ليبدلنه الله سبحانه أزواجاً خيراً منكن فأنزل الله (( عَسى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبدِلَهُ أَزواجاً خَيراً مِّنكُنَّ )) ونزلت (( وَلَقَد خَلَقنا الإِنسانَ مِّن سُلالَةٍ مِّن طينٍ )) إلى قوله تعالى (( ثُمَّ أَنشَأناهُ خَلقاً آَخَرَ )) فقلت : (( فَتَبارَكَ اللهُ أَحسَنُ الخالِقينَ )) .

قوله تعالى (( وَلَقَد أَخَذناهُم بِالعَذابِ فَما اِستَكانوا لِرَبِّهِم )) أخبرنا أبو القاسم بن عبدان قال : أخبرنا محمد بن عبيد الله بن محمد الضني قال : أخبرنا أبو العباس السياري قال : أخبرنا محمد بن موسى بن حاتم قال : أخبرنا علي بن الحسن بن شقيق قال : أخبرنا الحسين بن واقد قال : حدثني يزيد النحوي أن عكرمة حدثه عن ابن عباس قال : جاء أبو سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ننشدك الله والرحم لقد أكلنا العلهز يعني الوبر بالدم فأنزل الله تعالى (( وَلَقَد أَخَذناهُم بِالعَذابِ فَما اِستَكانوا لِرَبِّهِم وَما يَتَضَرَعونَ )) قال ابن عباس : لما أتى ثمامة بن أثال الحنفي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وهو أسير فخلي سبيله فلحق باليمامة فحال بين أهل مكة وبين الميرة من يمامة وأخذ الله تعالى قريشاً بسني الجدب حتى أكلوا العلهز فجاء أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أنشدك الله والرحم إنك تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين قال : بلى فقال : قد قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع فأنزل الله تعالى هذه الآية .
القيصر العاشق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-04-2021, 02:36 PM   #29

عملائي
 
الصورة الرمزية القيصر العاشق

العضوٌﯦﮬﮧ » 12
 التسِجيلٌ » Apr 2021
مشَارَڪاتْي » 133
 نُقآطِيْ » القيصر العاشق is on a distinguished road
افتراضي



سورة النور

قوله عز وجل (( الزاني لا يَنكِحُ إِلّا زانِيَةً أَو مُشرِكَةً )) قال المفسرون : قدم المهاجرون إلى المدينة وفيهم فقراء ليست لهم أموال وبالمدينة نساء بغايا مسافحات يكرين أنفسهن وهن يومئذ أخصب أهل المدينة فرغب في كسبهن ناس من فقراء المهاجرين فقالوا : لو أنا تزوجنا منهن فعشنا معهن إلى أن يغنينا الله تعالى عنهن فاستأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فنزلت هذه الآية وحرم فيها نكاح الزانية صيانة للمؤمنين عن ذلك .

وقال عكرمة : نزلت الآية في نساء بغايا متعالجات بمكة والمدينة وكن كثيرات ومنهن تسع صواحب رايات لهن رايات كرايات البيطار يعرفونها : أم مهدون جارية السائب بن أبي السائب المخزومي وأم غليظ جارية صفوان بن أمية وحية القبطية جارية العاص بن وائل ومرية جارية ابن مالك بن عمثلة بن السباق وجلالة جارية سهيل بن عمرو وأم سويد جارية عمرو بن عثمان المخزومي وشريفة جارية زمعة بن الأسود وقرينة جارية هشام بن ربيعة وفرتنا جارية هلال بن أنس وكانت بيوتهن تسمى في الجاهلية المواخير لا يدخل عليهن ولا يأتيهن إلا زان من أهل القبلة أو مشرك من أهل الأوثان فأراد ناس من المسلمين نكاحهن ليتخذوهن مأكلة فأنزل الله تعالى هذه الآية ونهى المؤمنين عن ذلك وحرمه عليهم .

أخبرنا أبو صالح منصور بن عبد الوهاب البزاز قال : أخبرنا أبو عمرو بن حمدان قال : أخبرنا ابن الحسن بن عبد الجبار قال : أخبرنا إبراهيم بن عروة بن معتم عن أبيه عن الحضرمي عن القاسم بن محمد عن عبد الله بن عمر أن امرأة يقال لها أم مهدون كانت تسافح وكانت تشترط للذي يتزوجها أن تكفيه النفقة وأن رجلاً من المسلمين أراد أن يتزوجها فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية (( الزَانيةُ لا يَنكِحُها إِلّا زانً )) .

قوله تعالى (( وَالَّذينَ يَرمونَ أَزواجَهُم )) أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن المؤذن قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الحيري قال : أخبرنا الحسن بن سفيان قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : أخبرنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس قال : لما نزلت (( وَالَّذينَ يَرمونَ المُحصَناتِ ثُمَّ لَم يَأَتوا بِأَربَعَةِ شُهَداءَ )) إلى قوله تعالى (( الفاسِقونَ )) قال سعد بن عبادة وهو سيد الأنصار : أهكذا أنزلت يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا تسمعون يا معشر الأنصار إلى ما يقول سيدكم قالوا : يا رسول الله إنه رجل غيور والله ما تزوج امرأة قط إلا بكراً وما امرأة قط فاجترأ رجل منا على أن يتزوجها من شدة غيرته .

فقال سعد : والله يا رسول الله إني لأعلم أنها حق وأنها من عند الله ولكن قد تعجبت أن لو وجدت لكاع قد تفخذها رجل لم يكن لي أن أهيجه ولا أحركه حتى آتي بأربعة شهداء فوالله إني لا آتي بهم حتى يقضي حاجته فما لبثوا إلا يسيراً حتى جاء هلال بن أمية من أرضه عشياً فوجد عند أهله رجلاً فرأى بعينه وسمع بأذنه فلم يهيجه حتى أصبح وغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله فقال إني جئت أهلي عشياً فوجدت عندها رجلاً فرأيت بعيني وسمعت بأذني فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء به واشتد عليه فقال سعد بن عبادة : الآن يضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم هلال بن أمية ويبطل شهادته في المسلمين فقال هلال : إني والله لأرجو أن يجعل الله لي منها مخرجاً فقال هلال : يا رسول الله إني قد أرى ما قد اشتد عليك مما جئتك به والله يعلم إني لصادق فوالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يأمر بضربه إذ نزل الوحي وكان إذا نزل عليه عرفوا ذلك في تربد جلده فأمسكوا عنه حتى فرغ من الوحي فنزلت (( وَالَّذينَ يَرمونَ أَزواجَهُم وَلَم يَكُن لَهُم شُهَداءَ إِلا أَنفُسَهُم )) الآيات كلها فسري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبشر يا هلال فقد جعل الله لك فرجاً ومخرجاً فقال هلال : قد كنت أرجو ذاك من ربي وذكر باقي الحديث .

أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد الفقيه قال : أخبرنا محمد بن محمد بن سنان المقري قال : أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : أخبرنا أبو خيثمة قال : أخبرنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال : أنا ليلة الجمعة في المسجد إذ دخل رجل من الأنصار فقال : لو أن رجلاً وجد مع امرأته رجلاً فإن تكلم جلدتموه وإن قتل قتلتموه وإن سكت سكت على غيظ والله لأسألن عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان من الغد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال : لو أن رجلاً وجد مع امرأته رجلاً فتكلم جلدتموه أو قتل قتلتموه أو سكت سكت على غيظ فقال : اللهم افتح وجعل يدعو فنزلت آية اللعان (( وَالَّذينَ يَرمونَ أَزواجَهُم وَلَم يَكُن لَّهُم شُهَداءَ إِلّا أَنفُسُهُم )) .

فابتلي به الرجل من بين الناس فجاَء هو وامرأته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاعنا فشهد الرجل أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين ثم لعن الخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين فذهبت لتلتعن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه فلعنت فلما أدبرت قال : لعلها أن تجيء به أسوداً جعداً فجاءت به أسود جعداً رواه مسلم عن أبي خيثمة .

قوله تعالى (( إِنَّ الَّذينَ جاءُوا بِالإِفكِ عُصبَةٌ مِنكُم )) أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن علي المقري قال : أخبرنا أبو يعلى قال : أخبرنا أبو الوسيع الزهراني قال : أخبرنا فليح بن سليمان المدني عن الزهري عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة زوج النبي عليه الصلاة والسلام حين قال فيها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله تعالى منه .

قال الزهري : وكلهم حدثني طائفة من حديثها وبعضهم كان أوعى لحديثها من بعض وأتيت اقتصاصاً ووعيت عن كل واحد الحديث الذي حدثني وبعض حديثهم يصدق بعضاً ذكروا أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه قالت عائشة رضي الله عنها : فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بعد ما نزلت آية الحجاب فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه مسيرنا حتى فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته وقفل ودنونا من المدينة أذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل ومشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت شأني أقبلت إلى الرحل فلمست صدري فإذا عقد من جزع ظفار قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون فحملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه .

قالت عائشة : وكانت النساء إذ ذاك خفافاً لم يهبلن ولم يغشهن اللحم إنما يأكلن العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم ثقل الهودج حين رحلوه ورفعوه وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا ووجدت عقدي بعد ما استمر الجيش فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب فتيممت منزلي الذي كنت فيه وظننت أن القوم سيفقدوني فيرجعوا إلي فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيناي فنمت وكان صفوان بن المعطل السلمي الذكواني قد عرس من وراء الجيش فأدلج فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني وقد كان يراني قبل أن يضرب علي الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني .

فخمرت وجهي بجلبابي والله ما كلمني بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حتى أناخ راحلته فوطيء على يدها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة وهلك من هلك في وكان الذي تولى كبره منهم عبد الله بن أبي بن سلول فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمتها شهراً والناس يفيضون في قول أهل الإفك ولا أشعر بشيء من ذلك ويريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي إنما يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يقول : كيف تيكم فذلك يحزنني ولا أشعر بالشر حتى خرجت بعد ما نقهت وخرجت معي أم مسطح قبل المناصع وهو متبرزنا ولا نخرج إلا ليلاً إلى ليل وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريباً من بيوتنا وأمرنا أمر العرب الأول في التنزه وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا فانطلقت أنا وأم مسطح وهي بنت أبي رهم بن عبد المطلب بن عبد مناف وأمها بنت صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن عبد المطلب فأقبلت أنا وابنة أبي رهم قبل بيتي حين فرغنا من شأننا فعثرت أم مسطح في مرطها .

فقالت : تعس مسطح فقلت لها : بئسما قلت أتسبين رجلاً قد شهد بدراً قالت : أي هنتاه أولم تسمعي ما قال قلت : وماذا قال فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضاً إلى مرضي فلما رجعت إلى بيتي ودخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : كيف تيكم قلت : تأذن لي أن آتي أبوي قالت : وأنا أريد حينئذ أن أتيقن الخبر من قبلهما فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أبوي فقلت : يا أماه ما يتحدث الناس قالت : يا بنية هوني عليك فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل ولها ضرائر إلا أكثرن عليها قالت : فقلت سبحان الله وقد تحدث الناس بهذا قالت : فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ثم أصبحت أبكي ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله فأما أسامة بن زيد فأَشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود فقال : يا رسول الله هم أهلك وما نعلم إلا خيراً وأما علي بن أبي طالب فقال : لم يضيق الله تعالى عليك والنساء سواها كثير وإن تسأل الجارية تصدقك قالت : فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال : يا بريرة هل رأيت شيئاً يريبك من عائشة قالت بريرة : والذي بعثك بالحق إن رأيت عليها أمراً قط أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله فقالت : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعذر من عبد الله بن أبي ابن سلول فقال وهو على المنبر : يا معشر المسلمين مَن يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهلي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيراً ولقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلا خيراً وما كان يدخل على أهلي إلا معي فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال : يا رسول الله أنا أعذرك منه إن كان من الأوس ضربت عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك قال : فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان رجلاً صالحاً ولكن احتملته الحمية .

فقال لسعد بن معاذ : كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر قتله فقام أسيد بن الحضير وهو ابن عم سعد بن معاذ فقال لسعد بن عبادة : كذبت لعمر الله لنقتلنه إنك منافق تجادل عن المنافقين فثار الحيان من الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر فلم يزل يخفضهم حتى سكتوا وسكت قالت : وبكيت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي قالت : فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي استأذنت علي امرأة من الأنصار فأذنت لها وجلست تبكي معي قالت : فبينا نحن على ذلك إذ دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جلس ولم يجلس عندي منذ قيل لي ما قيل وقد لبث شهراً لا يوحى إليه في شأني شيء .

قالت : فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثم قال : أما بعد يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه قالت : فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة فقلت لأبي أجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال .

قال : والله ما أدري ما أقول لرسول الله فقلت لأمي : أجيبي رسول الله فقالت : والله ما أدري ما أقول لرسول الله فقلت : وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيراً من القرآن : والله لقد عرفت أنكم سمعتم هذا وقد استقر في نفوسكم فصدقتم به ولئن قلت لكم إني بريئة والله يعلم أني بريئة لا تصدقوني بذلك ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني منه بريئة لتصدقني والله ما أجد لي ولكم مثلاً إلا ما قال أبو يوسف (( فَصَبرٌ جَميلٌ وَاللهُ المُستَعانُ عَلى ما تَصِفونَ )) قالت : ثم تحولت واضطجعت على فراشي قالت : وأنا والله حينئذ أعلم أني بريئة وأن الله مبرئي ببراءتي ولكن والله ما كنت أظن أن ينزل في شأني وحي يتلى ولشأني كان أحقر في نفسي من أن يتكلم الله تعالى في بأمر يتلى ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤية يبرئني الله تعالى بها قالت : فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله ولا خرج من أهل البيت أحد حتى أنزل الله تعالى على نبيه عليه الصلاة والسلام وأخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في اليوم الشاتي من ثقل القول الذي أنزل عليه قالت : فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سري عنه وهو يضحك وكان أول كلمة تكلم بها أن قال : البشرى يا عائشة أما والله لقد برأك الله فقالت لي أمي : قومي إليه فقلت : والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله سبحانه تعالى هو الذي برأني قالت : فأنزل الله سبحانه وتعالى (( إِنَّ الَّذينَ جاءُوا بِالِإفكِ عُصبَةٌ مِنكُم )) العشر آيات .

فلما أنزل الله تعالى هذه الآية في براءتي قال الصديق وكان ينفق على مسطح لقرابته وفقره : والله لا أنفق عليه شيئاً أبداً بعد الذي قال لعائشة ما قال فأنزل الله تعالى (( وَلا يَأَتَلِ أُولُوا الفَضلِ مِنكُم وَالسِعَةِ أَن يُؤتوا أُولي القُربى )) إلى قوله (( أَلا تُحِبّونَ أَن يَغفِرَ اللهُ لَكُم )) فقال أبو بكر : والله إني أحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح النفقة التي كانت عليه وقال : لا أنزعها منه أبداً رواه البخاري ومسلم كلاهما عن أبي الربيع الزهراني .

قوله تعالى (( وَلَولا إِذ سَمِعتُمُوهُ قُلتُم مّا يَكونُ لَنا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذا )) أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي حامد العدل قال : أخبرنا أبو بكر بن زكريا قال : أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال : أخبرنا الهيثم بن خارجة قال : أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال : سمعت عطاء الخراساني عن الزهري عن عروة أن عائشة رضي الله عنها حدثته بحديث الإفك وقالت له : وكان أبو أيوب الأنصاري حين أخبرته امرأته وقالت : يا أبا أيوب ألم تسمع بما تحدث الناس قال : وما يتحدثون فأخبرته بقول أهل الإفك فقال : ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم قالت : فأنزل الله عز وجل (( وَلَولا إِذ سَمِعتُموهُ قُلتُم مّا يَكونُ لَنا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذا سُبحانَكَ هَذا بُهتانٌ عَظيمٌ )) .

أخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن حمدان قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك قال : أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدثني أبي قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي مليكة عن ذكوان مولى عائشة أنه استأذن لابن عباس على عائشة وهي تموت وعندها ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن فقال : هذا ابن عباس يستأذن عليك وهو من خير بنيك فقالت : دعني من ابن عباس ومَن تزكيته فقال لها عبد الله بن عبد الرحمن : إنه قاريء لكتاب الله عز وجل فقيه في دين الله سبحانه فأذني له فليسلم عليك وليودعك فقالت : فأذن له إن شئت فأذن له فدخل ابن عباس ثم سلم وجلس فقال : البشرى يا أم المؤمنين ما بينك وبين أن يذهب عنك كل أذى ونصب أو قال وصب فتلقي الأحبة محمداً عليه الصلاة والسلام وحزبه أو قال وأصحابه إلا أن يفارق الروح جسده كنت أحب أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ولم يكن يحب إلا طيباً فأنزل الله تعالى براءتك من فوق سبع سموات فليس في الأرض مسجد إلا وهو يتلى فيه آناء الليل والنهار وسقطت قلادتك ليلة الأبواء فاحتبس النبي صلى الله عليه وسلم في المنزل والناس معه في ابتغائها أو قال طلبها حتى أصبح الناس على غير ماء فأنزل الله تعالى (( فَتَيَمَموا صَعيداً )) فكان في ذلك رخصة للناس عامة في سببك فوالله إنك لمباركة فقالت : دعني يا ابن عباس من هذا فوالله لوددت أني كنت نسياً منسياً .

قوله تعالى (( يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَدخُلوا بُيوتاً غَيرَ بُيوتِكُم )) أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي قال : أخبرنا الحسين بن محمد الدينوري قال : أخبرنا عبد الله بن يوسف بن أحمد بن مالك قال : أخبرنا الحسين بن سحتويه قال : أخبرنا عمرة بن ثور وإبراهيم بن سفيان قالا : حدثنا محمد بن يوسف الفريابي قال : حدثنا قيس عن أشعث بن سوار عن ابن ثابت قال : جاءت امرأة من الأنصار فقالت : يا رسول الله إني أكون في بيتي على حال لا أحب أن يراني عليها أحد لا والد ولا ولد فيأتي الأب فيدخل علي وإنه لا يزال يدخل علي رجل من أهلي وأنا على تلك الحال فكيف أصنع فنزلت هذه الآية (( لا تَدخُلوا بُيوتاً غَيرَ بُيوتِكُم حَتّى تَستَأنِسوا وَتُسَلِموا عَلى أَهلِها )) .

قال المفسرون : فلما نزلت هذه الآية قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : يا رسول الله أفرأيت الخانات والمساكن في طرق الشام ليس فيها ساكن فأنزل الله تعالى (( لَيسَ عَلَيكُم جُناحٌ أَن تَدخُلوا بُيوتاً غَيرَ مَسكونَةٍ )) .

قوله تعالى (( وَالَّذينَ يَبتَغونَ الكِتابِ مِمّا مَلَكَت أَيمانُكُم فَكاتِبوهُم )) نزلت في غلام لحويطب بن عبد العزى يقال له صبيح سأل مولاه أن يكاتبه فأبى عليه فأنزل الله تعالى هذه الآية وكاتبه حويطب على مائة دينار ووهب له منها ديناراً فأداها وقتل يوم حنين في الحرب .

قوله تعالى (( وَلا تُكرِهوا فَتَياتِكُم عَلى البِغاءِ )) أخبرنا أحمد بن الحسن القاضي قال : أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي قال : أخبرنا محمد بن حمدان قال : أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال : كان عبد الله بن أبي يقول لجارية له : اذهبي فابغينا شيئاً فأنزل الله عز وجل (( وَلا تُكرِهوا فَتياتِكُم عَلى البِغاءِ )) إلى قوله (( غَفورٌ رَّحيمٌ )) رواه مسلم عن أبي كريب عن أبي معاوية .

أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون قال : أخبرنا أحمد بن الحسن الحافظ قال : أخبرنا محمد بن يحيى قال : أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس قال : أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عمر بن ثابت أن هذه الآية (( وَلا تُكرِهوا فَتَياتِكُم عَلى البِغاءِ )) نزلت في معاذة جارية عبد الله بن أبي ابن سلول .

وبهذا الإسناد عن محمد بن يحيى قال : أخبرنا عباس بن الوليد قال : أخبرنا عبد الأعلى قال : أخبرنا أحمد بن إسحاق قال : حدثني الزهري عن عمر بن ثابت قال : كانت معاذة جارية لعبد الله بن أبي وكانت مسلمة وكان يستكرهها على البغاء فأنزل الله تعالى (( وَلا تُكرِهوا فَتَياتِكُم عَلى البِغاءِ )) إلى آخر الآية .

أخبرنا سعيد بن محمد المؤذن قال : أخبرنا أبو علي الفقيه قال : أخبرنا أبو القاسم البغوي قال : أخبرنا داود بن عمرو قال : أخبرنا منصور بن الأسود عن الأعمش عن أبي نضرة عن جابر قال : كان لعبد الله بن أبي جارية يقال لها مسيكة فكان يكرهها على البغاء فأنزل الله عز وجل (( وَلا تُكرِهوا فَتَياتِكُم عَلى البِغاءِ )) إلى آخر الآية .

وقال المفسرون : نزلت في معاذة ومسيكة جاريتي عبد الله بن أبي المنافق كان يكرههما على الزنا لضريبة يأخذها منهما وكذلك كانوا يفعلون في الجاهلية يؤاجرون إماءهم فلما جاء الإسلام قالت معاذة لمسيكة : إن هذا الأمر الذي نحن فيه لا يخلو من وجهين فإن يك خيراً فقد استكثرنا منه وإن يك شراً فقد آن لنا أن ندعه فأنزل الله تعالى هذه الآية .

وقال مقاتل نزلت في ست جوار لعبد الله بن أبي كان يكرههن على الزنا ويأخذ أجورهن وهن : معاذة ومسيكة وأميمة وعمرة وأروى وقتيلة فجاءت إحداهن ذات يوم بدينار وجاءت أخرى بدونه فقال لهما ارجعا فازنيا فقالتا والله لا نفعل قد جاءنا الله بالإسلام وحرم الزنا أخبرنا الحاكم أبو عمرو محمد بن عبد العزيز فيما كتب إلي أن أحمد بن الفضل الحواري أخبرهم عن محمد بن يحيى قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن الزهري أن رجلاً من قريش أسر يوم بدر وكان عند عبد الله بن أبي أسيراً وكانت لعبد الله جارية يقال لها معاذة وكان القرشي الأسير يراودها عن نفسها وكانت تمتنع منه لإسلامها وكان ابن أبي يكرهها على ذلك ويضربها لأجل أن تحمل من القرشي فيطلب فداء ولده فقال الله تعالى (( وَلا تُكرِهوا فَتَياتِكُم عَلى البِغاءِ إِن أَردنَ تَحَصُّناً )) إلى قوله (( غَفورٌ رَّحيمٌ )) قال أغفر لهن ما أكرهن عليه .

قوله تعالى (( وَإِذا دُعُوا إِلى اللهِ وَرَسولِهِ )) قال المفسرون : هذه الآية والتي بعدها في بشر المنافق وخصمه اليهودي حين اختصما في أرض فجعل اليهودي يجره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحكم بينهما وجعل المنافق يجره إلى كعب بن الأشرف ويقول : إن محمداً يحيف علينا وقد مضت هذه القصة عند قوله (( يُريدونَ أَن يَتَحاكَموا إِلى الطّاغوتِ )) في سورة النساء .

قوله تعالى (( وَعَدَ اللهُ الَّذينَ آَمَنوا مِنكُم وَعَمِلوا الصالِحاتِ )) روى الربيع بن أنس عن أبي العالية في هذه الآية قال : مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين بعد ما أوحى الله إليه خائفاً هو وأصحابه يدعون إلى الله سبحانه سراً وعلانية ثم أمر بالهجرة إلى المدينة وكانوا بها خائفين يصبحون في السلاح ويمسون في السلاح فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله ما يأتي علينا يوم نأمن فيه ونضع السلاح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لن تلبثوا إلا يسيراً حتى يجلس الرجل منكم في الملأ العظيم محبياً ليست فيهم حديدة وأنزل الله تعالى (( وَعَدَ اللهُ الَّذينَ آَمَنوا مِنكُم وَعَمِلوا الصالِحاتِ )) إلى آخر الآية ، فأظهر الله تعالى نبيه على جزيرة العرب فوضعوا السلاح وأمنوا ثم قبض الله تعالى نبيه فكانوا آمنين كذلك في إمارة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم حتى وقعوا فيما وقعوا فيه وكفروا النعمة فأدخل الله عليهم الخوف وغيروا فغير الله بهم .

أخبرنا إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين النقيب قال : أخبرنا جدي قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن الحسن النصر اباذي قال : أخبرنا أحمد بن سعيد الدارمي قال : أخبرنا علي بن الحسين بن واقد قال : أخبرنا أبي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب قال : لما قدم النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه المدينة وآوتهم الأنصار رمتهم العرب عن قوس واحد فكانوا لا يبيتون إلا في السلاح ولا يصبحون إلا في لأمتهم فقالوا : ترون أنا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلا الله عز وجل فأنزل الله تعالى لنبيه (( وَعَدَ اللهُ الَّذينَ آَمَنوا مِنكُم وَعَمِلوا الصالِحاتِ )) إلى قوله (( وَمَن كَفَرَ بَعدَ ذَلِكَ فَأُلَئِكَ هُمُ الفاسِقونَ )) يعني بالنعمة رواه الحاكم في صحيحه .

قوله تعالى (( يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لِيَستَأذِنَكُمُ الَّذينَ مَلَكَت أَيمانُكُم )) قال ابن عباس : وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاماً من الأنصار يقال له مدلج بن عمرو إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقت الظهيرة ليدعوه فدخل فرأى عمر بحالة كره عمر رؤيته ذلك فقال : يا رسول الله وددت لو أن الله تعالى أمرنا ونهانا في حال الاستئذان فأنزل الله تعالى هذه الآية .

وقال مقاتل : نزلت في أسماء بنت مرثد كان لها غلام كبير فدخل عليها في وقت كرهته فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إن خدمنا وغلماننا يدخلون علينا في حال نكرهها فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية .

قوله تعالى (( لَيسَ عَلى الأَعمى حَرَجٌ )) قال ابن عباس : لما أنزل الله تبارك وتعالى (( لا تَأَكُلوا أَموالَكُم بَينَكُم بِالباطِلِ )) تحرج المسلمون عن مؤاكلة المرضى والزمنى والعرج وقالوا : الطعام أفضل الأموال وقد نهى الله تعالى عن أكل المال بالباطل والأعمى لا يبصر موضع الطعام الطيب والمريض لا يستوفي الطعام فأنزل الله تعالى هذه الآية .

وقال سعيد بن جبير والضحاك : كان العرجان والعميان يتنزهون عن مؤاكلة الأصحاء لأن الناس يتقذرونهم ويكرهون مؤاكلتهم وكان أهل المدينة لا يخالطهم في طعامهم أعمى ولا أعرج ولا مريض تقذراً فأنزل الله تعالى هذه الآية .

وقال مجاهد : نزلت هذه الآية ترخيصاً للمرضى والزمنى في الأكل من بيوت من سمى الله تعالى في هذه الآية وذلك أن قوماً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا إذا لم يكن عندهم ما يطعمونهم ذهبوا بهم إلى بيوت آبائهم وأمهاتهم أو بعض من سمى الله تعالى في هذه الآية ، وكان أهل الزمانة يتحرجون من أن يطعموا ذلك الطعام لأنه أطعمهم غير مالكيه ويقولون إنما يذهبون بنا إلى بيوت غيرهم فأنزل الله تعالى هذه الآية .

أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل التاجر قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ قال : أخبرنا محمد بن يحيى قال : أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس قال : حدثني مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول في هذه الآية : أنزلت في أناس كانوا إذا خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وضعوا مفاتيح بيوتهم عند الأعمى والأعرج والمريض وعند أقاربهم وكانوا يأمرونهم أن يأكلوا مما في بيوتهم إذا احتاجوا إلى ذلك وكانوا يتقون أن يأكلوا منها ويقولون : نخشى أن لا تكون أنفسهم بذلك طيبة فأنزل الله تعالى هذه الآية .

قوله تعالى (( لَيسَ عَلَيكُم جُناحٌ أَن تَأكُلوا جَميعاً أَو أَشتاتاً )) قال قتادة والضحاك : نزلت في حي من كنانة يقال لهم بنو ليث بن عمرو وكانوا يتحرجون أن يأكل الرجل الطعام وحده فربما قعد الرجل والطعام بين يديه من الصباح إلى الرواح والشول حفل والأحوال منتظمة تحرجاً من أن وقال عكرمة : نزلت في قوم من الأنصار كانوا لا يأكلون إذا نزل بهم ضيف إلا مع ضيفهم فرخص لهم أن يأكلوا كيف شاءوا جميعاً متحلقين أو أشتاتاً متفرقين .
القيصر العاشق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-04-2021, 02:37 PM   #30

عملائي
 
الصورة الرمزية القيصر العاشق

العضوٌﯦﮬﮧ » 12
 التسِجيلٌ » Apr 2021
مشَارَڪاتْي » 133
 نُقآطِيْ » القيصر العاشق is on a distinguished road
افتراضي

سورة الفرقان

قوله تعالى (( تَبارَكَ الَّذي إِن شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيراً مِّن ذَلِكَ )) أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم المقرئ قال : أخبرنا أحمد بن أبي الفرات قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري قال : أخبرنا محمد بن حميد بن فرقد قال : أخبرنا إسحاق بن بشر قال : أخبرنا جوهر عن الضحاك عن ابن عباس قال : لما عير المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفاقة قالوا : ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل جبريل عليه السلام من عند ربه معزياً له فقال : السلام عليك يا رسول الله رب العزة يقرئك السلام ويقول لك (( وَما أَرسَلنا قَبلَكَ مِنَ المُرسَلينَ إِلا إِنَّهُم لَيَأكُلونَ الطَعامَ وَيَمشونَ في الأَسواقِ )) أي يبتغون المعاش في الدنيا .

قال : فبينا جبريل عليه السلام والنبي صلى الله عليه وسلم يتحدثان إذ ذاب جبريل عليه السلام حتى صار مثل الهدرة قيل : يا رسول الله وما الهدرة قال : العدسة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما لك ذبت حتى صرت مثل الهدرة قال : يا محمد فتح باب من أبواب السماء ولم يكن فتح قبل ذلك اليوم وإني أخاف أن يعذب قومك عند تعييرهم إياك بالفاقة وأقبل النبي وجبريل عليهما السلام يبكيان إذ عاد جبريل عليه السلام إلى حاله فقال : أبشر يا محمد هذا رضوان خازن الجنة قد أتاك بالرضا من ربك فأقبل رضوان حتى سلم ثم قال : يا محمد رب العزة يقرئك السلام ومعه سفط من نور يتلألأ ويقول لك ربك : هذه مفاتيح خزائن الدنيا مع مالا ينتقص لك مما عنده في الآخرة مثل جناح بعوضة فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل عليه السلام كالمستشير به فضرب جبريل بيده إلى الأرض فقال : تواضع لله فقال : يا رضوان لا حاجة لي فيها الفقر أحب إلي وأن أكون عبداً صابراً شكوراً فقال رضوان عليه السلام : أصبت أصاب الله بك وجاء نداء من السماء فرفع جبريل عليه السلام رأسه فإذا السموات قد فتحت أبوابها إلى العرش وأوحى الله تعالى إلى جنة عدن أن تدلي غصناً من أغصانها عليه عذق عليه غرفة من زبر جدة خضراء لها سبعون ألف باب من ياقوتة حمراء فقال جبريل عليه السلام : يا محمد ارفع بصرك فرفع فرأى منازل الأنبياء وغرفهم فإذا منازله فوق منازل الأنبياء فضلاً له خاصة ومناد ينادي : أرضيت يا محمد فقال النبي صلى الله عليه وسلم : رضيت فاجعل ما أردت أن تعطيني في الدنيا ذخيرة عندك في الشفاعة يوم القيامة .

قوله تعالى (( وَيومَ يَعَضُّ الظالِمُ عَلى يَدَيهِ )) قال ابن عباس في رواية عطاء الخراساني : كان أبي بن خلف يحضر النبي صلى الله عليه وسلم ويجالسه ويستمع إلى كلامه من غير أن يؤمن به فزجره عقبة بن أبي معيط عن ذلك فنزلت هذه الآية .

وقال الشعبي : وكان عقبة خليلاً لأمية بن خلف فأسلم عقبة فقال أمية: وجهي من وجهك حرام إن تابعت محمداً عليه الصلاة والسلام وكفر وارتد لرضا أمية فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية .

وقال آخرون : إن أبي بن خلف وعقبة بن أبي معيط كانا متحالفين وكان عقبة لا يقدم من سفر إلا صنع طعاماً فدعا إليه أشراف قومه وكان يكثر مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم فقدم من سفره ذات يوم فصنع طعاماً فدعا الناس ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعامه فلما قرب الطعام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أنا بآكل من طعامك حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فقال عقبة : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم من طعامه وكان أبي بن خلف غائباً فلما أخبر بقصته قال : صبأت يا عقبة فقال : والله ما صبأت ولكن دخل علي رجل فأبى أن يطعم من طعامي إلا أن أشهد له فاستحيت أن يخرج من بيتي ولم يطعم فشهدت فطعم فقال أبي : ما أنا بالذي رضي منك أبداً إلا أن تأتيه فتبزق في وجهه وتطأ عنقه ففعل ذلك عقبة فأخذ رحم دابة فألقاها بين كتفيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا ألقاك خارجاً من مكة إلا علوت رأسك بالسيف فقتل عقبة يوم بدر صبراً وأما أبي بن خلف فقتله النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد في المبارزة فأنزل الله تعالى فيهما هذه الآية .

وقال الضحاك : لما بزق عقبة في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد بزاقه في وجهه فتشعب شعبتين فأحرق خديه وكان أثر ذلك فيه حتى الموت .

قوله تعالى (( وَالَّذينَ لا يَدعونَ مَعَ اللهِ إِلَهاً آَخَرَ )) إلى آخر الآيات أخبرنا أبو إسحاق الثعالبي قال : أخبرنا الحسن بن أحمد المخلدي قال : أخبرنا المؤمل بن الحسن بن عيسى قال : أخبرنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني قال : أخبرنا حجاج عن ابن جريج قال : أخبرني يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير سمعه يحدث عن ابن عباس أن ناساً من أهل الشرك قتلوا فأكثروا وزنوا فأكثروا ثم أتوا محمداً عليه الصلاة والسلام فقالوا : إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا أنا لما عملنا كفارة فنزلت (( وَالَّذينَ لا يَدعونَ مَعَ اللهِ إِلَهاً آَخَرَ )) إلى قوله (( غَفوراً رَّحيماً )) رواه مسلم عن إبراهيم بن دينار عن حجاج .

أخبرنا محمد بن إبراهيم بن حجي قال : أخبرنا والدي قال : أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال : أخبرنا إبراهيم الحنظلي ومحمد بن صباح قالا : حدثنا جرير عن منصور والأعمش عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن أبي ميسرة عن عبد الله بن مسعود قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الذنب أعظم قال : أن تجعل لله نداً وهو خلقك قال : قلت ثم أي قال : أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك قال : قلت ثم أي قال : أن تزاني حليلة جارك فأنزل الله تعالى تصديقاً لذلك (( وَالَّذينَ لا يَدعونَ مَعَ اللهِ إِلَهاً آَخَرَ وَلا يَقتُلونَ النَفسَ الَّتي حَرَّمَ اللهُ إِلّا بِالحَقِّ وَلا يَزنونَ )) رواه البخاري ومسلم عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير .

أخبرنا أبو بكر بن الحرث قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم قال : أخبرنا إسماعيل بن إسحاق قال : أخبرنا الحرث بن الزبير قال : أخبرنا أبو راشد مولى المهرس عن سعد بن سالم القداح عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال : أتى وحشي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد أتيتك مستجيراً فأجرني حتى أسمع كلام الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد كنت أحب أن أراك على غير جوار فأما إذ أتيتني مستجيراً فأنت في جواري حتى تسمع كلام الله قال : فإني أشركت بالله وقتلت النفس التي حرم الله تعالى وزنيت هل يقبل الله مني توبة فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل (( وَالَّذينَ لا يَدعونَ مَعَ اللهِ إِلَهاً آَخَرَ وَلا يَقتُلونَ النَفسَ الَّتي حَرَّمَ اللهُ إِلّا بِالحَقِّ وَلا يَزنونَ )) إلى آخر الآية فتلاها عليه فقال : أرى شرطاً فلعلي لا أعمل صالحاً أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله فنزلت (( إِنَّ اللهَ لا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ وَيَغفِرُ ما دونَ ذَلِكَ لَمَن يَشاءُ )) فدعا به فتلاها عليه فقال : ولعلي ممَن لا يشاء أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله فنزلت (( قُل يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسرَفوا عَلى أَنفُسِهِم لا تَقنَطوا مِن رَّحمَةِ اللهِ )) فقال : الآن لا أرى شرطاً فأسلم .
القيصر العاشق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
نزول, أسباب, القرآن, الكريم


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 16 ( الأعضاء 0 والزوار 16)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 09:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
This Forum used Arshfny Mod by islam servant